* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
وجه عضو الكنيست الإسرائيلي (يوسي سريد)، من حركة (ياحد اليسارية) اتهامات شديدة اللهجة إلى رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، موشيه يعلون، قائلاً: إن الجيش الاسرائيلي أفلس أخلاقياً، وأصبح الحديث عن طهارة السلاح والقيم مجرد هراء.. في ذات الوقت طالب مركز (بتسيلم)، الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة الحكومة الإسرائيلية بإصدار أوامر لشرطتها العسكرية للشروع في تحقيق حول ظروف وملابسات قتل مدنيين فلسطينيين، لم يشاركوا في عمليات قتالية، وتقديم المسؤولين عن القتل للمحاكمة إن استدعت الحاجة.
وأشار مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان (بتسيلم) إلى أنه يتضح من تحقيق أجراه المركز، حول عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي، على شمال قطاع غزة، في إطار ما أسمته حملة (أيام الندم) 29-09-2004، وحتى انتهائها يوم 15-10-2004، إلى أن 133 فلسطينياً قُتلوا على أيدي الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، بيت حانون، بيت لاهيا ومخيم اللاجئين في جباليا، فيما أصيب حوالي 430 شخصاً بجروح.
وأوضح بيان (بتسيلم) الذي تعرض (الجزيرة) أهم ما جاء فيه: أن (50 مدنياً فلسطينياً، الذين لم يشاركوا في القتال، قتلوا خلال الحملة العسكرية، وأن (26 قاصرا) تقل أعمارهم عن 18 عاما قتلوا خلال الحملة العدوانية، إضافة إلى مقتل 17 فلسطينياً إضافياً قُتلوا خلال الحملة، في وسط وجنوب قطاع غزة.
واتضح من البيان الحقوقي: أن قوات الاحتلال ألحقت أضرار بـ 235 بيتاً على الأقل، في شمال قطاع غزة، حيث تم هدم 85 بيتاً بصورة تامة وإلحاق الضرر الشديد بحوالي 150 بيتاً. وأكد (بتسيلم) أن مدى القتل الواسع في صفوف المواطنين المدنيين، والذين لم يشاركوا في القتال، وكذلك حجم الهدم الهائل، تثير الشك في أن قوات الجيش استعملت القوة بصورة غير نسبية وغير (قانونية)، موضحاً أن غياب القصد في قتل المدنيين، لا يعفي قادة الجيش من واجبهم بالامتناع عن إطلاق النار، حتى لو كانت النيران موجهة إلى شخص مسلح، إذا كان من المتوقع حدوث إصابة غير نسبية في المواطنين نتيجة لإطلاقه النار..
قصة مقتل جدتي على مائدة الإفطار، لم تكمل صيام يومها الأول في رمضان، وضعت وقت الغروب في ثلاجة حفظ الموتى..!!
هذا وتلقت (الجزيرة) إفادة حقوقية، من (مركز بتسيلم) نقلاً على لسان مواطن فلسطيني، يدعى هيثم عبد السلام محمد حسين (18 عاما)، من سكان مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، حول ظروف مقتل جدته، فاطمة محمد حسين (65 عاما).
قال الحفيد (هيثم): انه في يوم 4-10-1425هـ حوالي الساعة 17:00 جلسنا أنا وأفراد عائلتي في البيت وانتظرنا سماع آذان المغرب للبدء بالإفطار، في أول أيام رمضان.. جلست جدتي فاطمة في غرفة المعيشة (الصالون) المطلة على الجهة الشمالية من البيت مع عشرة من أحفادها حول مائدة الطعام.. كان أبي في الحمام يغسل يديه ووقفت أنا بجانب باب الصالون، بالضبط ما بين الحمام والصالون، وانتظرت آذان المغرب.
وتابع هيثم يقول لمحقق (مركز بتسيلم الحقوقي: رأيت دبابتين متمركزتين على تل ترابية، تسمى بجبل الكاشف، على بعد مائة متر شمالي منزلنا.. إن الدبابات الإسرائيلية متمركزة على التلة الترابية منذ بداية الحملة العسكرية إذ تطل هذه التلة على جميع الأماكن المجاورة وعلى معظم الأماكن في مخيم جباليا.
وأضاف الشاب الفلسطيني، يقول: عندما كنا في البيت كان الوضع هادئا ولم تطلق نار في المنطقة.. دقائق معدودة بعد الساعة17:00، سمعت إطلاق نار كثيفاً أطلق من اتجاه الشمال، حيث تمركزت الدبابات، رأيت الطلقات تكسر زجاج النافذة المطلة شمالاً وتخترق حائط الصالون، تصطدم به وبعدها تتطاير داخل الصالون الذي امتلأ غباراً ابيض.
وأضاف (هيثم): ذهلت جدا ورجعت إلى الوراء وبدأ الأولاد في الصراخ ودبت الفوضى في البيت.. التصق جميع الأولاد بجدران الصالون تحت النافذة.. ! (هيثم) يسرد تفاصيل الجريمة الصهيونية: بعد لحظات معدودة توقف إطلاق النار وعندها نظرت إلى جدتي ورأيتها ساقطة على الأرض ودم غزير يسيل من رأسها من الجهة اليسرى.. لقد كانت هادئة ولم تتحرك.. هرع أبي إلى المكان لكن إطلاق النار كان قد تجدد بعد لحظات. ومما قاله الشاب الفلسطيني، (هيثم): أشقائي الأطفال وأخواتي لم يبرحوا مكانهم من تحت النافذة.. اتصل أبي بالإسعاف من هاتفه المحمول وانتظرنا خارج الصالون وصول سيارة الإسعاف، لم نستطع الوصول إلى جدتي لأن إطلاق النار لم يتوقف.. لقد استمر إطلاق النار المتقطع قرابة العشر دقائق.. خلال العشر دقائق استطاع الأولاد الخروج من الصالون لكننا لم نستطع الوصول إلى جدتي لأننا خفنا من النار.!
(هيثم) يقول: بعد مضي العشرة دقائق جاءت سيارتا إسعاف من اتجاه الجنوب ووصلتا المكان.. رأيت المسعف ينزل من سيارة الإسعاف وبيده النقالة.. نزلت إلى الأسفل وصعدت معه إلى البيت ووصلنا إلى جدتي.. حملنا جدتي ونقلناها إلى سيارة الإسعاف. وأنهى الشاب (هيثم) الحفيد، إفادته بالقول: لقد كان واضحاً أنها قد فارقت الحياة، لأن جزءاً كبيراً من الرأس من الجهة اليسرى قد سقط على الأرض.. بعد ذلك، رافقنا أنا وأبي جدتي وسافرنا بسيارة الإسعاف إلى مستشفى كمال عدوان في جباليا، لقد وصلت جثة هامدة، وصلت شهيدة، ووضعت في ثلاجة حفظ الموتى قبل أن تكمل صيام يومها الأول في رمضان..!!
|