Tuesday 16th November,200411737العددالثلاثاء 4 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

إسرائيل تخشاه كونه يسير على خطى عرفات إسرائيل تخشاه كونه يسير على خطى عرفات
القدومي: إذا غابت المفاوضات السياسية فنحن مستمرون في حمل البندقية

  * فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
في الوقت الذي أكدت فيه مصادر رسمية إسرائيلية أن فاروق القدومي (أبو اللطف)، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، الذي عُيّن بُعيْد وفاة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، خلفاً له رئيساً لحركة التحرير الوطني الفلسطيني،(فتح) أنه يحمل أفكارا متطرفة للغاية، متمسكاً بثوابت الرئيس الراحل، ياسر عرفات، أعلن فاروق القدومي أنه مستعد لمفاوضات سلام مع إسرائيل، لكنه مستعد أيضاً لاستئناف المقاومة في حالة فشل المفاوضات.. وقال القدومي لقناة المنار الفضائية، التابعة لمنظمة حزب الله اللبناني: إن المقاومة هي سبيل الوصول إلى تسوية سياسية.. وأشار (أبو اللطف) بالقول: لا نقول إن بإمكاننا أن نهزم الجيش الإسرائيلي، لكن حددت هذه السياسة في منظمة التحرير عندما وقف الشهيد الأخ أبو عمار في الأمم المتحدة عام 1974م، وقال أمسك بالبندقية بيد وغصن الزيتون بيد أخرى، ولا تسقطوا غصن الزيتون من يدي أي أنني على استعداد أن تكون هناك مفاوضات سياسية، ولكن إذا غابت هذه المفاوضات السياسية فنحن مستمرون في حمل البندقية وهذا أمر واضح.. وأكد القدومي على ان العلاقات مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية يجب أن تكون علاقات حميمة، تضمن المشاركة في إطار واحد وفي اتخاذ قرار وفي التنفيذ.. وقال، فاروق القدومي في أحاديث صحافية وصلت الجزيرة: إن اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت تتم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كانت تتعرض لأعمال تجسس واختراق صهيونية، فيما كان أعضاؤها يعانون من عدد من الضغوط الناجمة عن الأوضاع التي تحيط بهم.. ودعا القدومي إلى أن يجتمع أعضاء اللجنة التنفيذية في أجواء مريحة ونقية مطمئنين لكل ما يتخذ من قرارات.. مضيفاً أنه حان الوقت للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن تجتمع خارج الأرض المحتلة للحفاظ على سرية عملها وقراراتها.. وتبتعد عن محاولات التجسس الإسرائيلية.. وشدد القدومي على ضرورة أن تشارك جميع فصائل المقاومة في اتخاذ القرارات السياسية حتى تعزيز الوحدة الوطنية في إطار قيادي موحد.. وعارض القدومي، الذي يعتبر من الشخصيات التاريخية المؤسسة لمنظمة التحرير، اتفاقات أوسلو عام 1994م، الأمر الذي دفعه إلى عدم العودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.. وكان القدومي رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية رفض في السابق اتفاقات السلام المؤقتة مع إسرائيل في 1994م، ونتيجة لذلك لم يرجع مع عرفات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، وبقي في المنفي في تونس.. ولم يعرف على الفور أن كان القدومي الذي اشترك مع عرفات في تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في 1965 قد يعود الآن إلى المناطق الفلسطينية بعد انتخابه رئيسا للحركة.. وفاروق القدومي المولود في الثامن عشر من آب من عام 1930 بمدينة يافا الفلسطينية، هو من القيادات الفلسطينية التاريخية، وهو من مؤسسي حركة فتح، وكان يعد في منزلة الرجل الثاني في هذه الحركة التي يعود لها إطلاق الرصاصة الأولى التي أعلنت عن ميلاد الثورة الفلسطينية المسلحة.
ويحظي فاروق القدومي باحترام أعضاء فتح، وبقية الفصائل الفلسطينية الأخرى، حيث تعزز هذا الاحترام منذ أن أعلن رفضه القاطع لاتفاقيات أوسلو التي أدت إلى عودة عرفات إلى الأراضي المحتلة.
هذا وكان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، (أبو الأديب) قد صرح في يوم رحيل القائد الفلسطيني، ياسر عرفات: أن فاروق القدومي، رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، عُيّن، يوم الخميس، الموافق 11-11- 2004 رئيسا لحركة التحرير الوطني الفلسطيني،(فتح) خلفاً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. وكان أحمد قريع (أبو علاء) رئيس الوزراء الفلسطيني، أكد، مؤخرا، أثناء تقديمه لبيان الثقة في المجلس التشريعي وتسميته لأعضاء الحكومة، أكد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي المرجعية السياسية والتشريعية للسلطة الوطنية الفلسطينية، فقد سبق أن تم الاتفاق في القيادة الفلسطينية المسؤولة، أن يتولى الاخ د. نبيل شعث وزير الشؤون الخارجية والاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بما في ذلك حضور اجتماعات اليورو متوسط، بالإضافة إلى ما يكلف به من اتصالات أخرى حول المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، ويتم ذلك بالتعاون مع الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها الأخ فاروق القدومي، وزير خارجية فلسطين، رئيس الدائرة السياسية.
ويرى مراقبون أن تولي القدومي رئاسة حركة فتح، كبرى الفصائل الفلسطينية، بمثابة التحول اللافت نحو قيادة جناح الصقور لهذه الحركة، وذلك خلافا لكافة التوقعات السابقة التي تباينت حول مصير فتح ما بعد عرفات..
وكانت صحيفة معاريف العبرية قد نشرت يوم الجمعة، الموافق 5- 11-2004 بأن الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، عندما كان على فراش الموت في مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي، قد كتب وصية تنص على أن يخلفه رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي (أبو اللطف) في قيادة المنظمة والسلطة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة العبرية، نقلا عن مصادر فلسطينية: إن عرفات سلم زوجته، سهى عرفات، وابن شقيقته، ناصر القدوة، ممثل فلسطين في الأمم المتحدة، وصية جاء فيها: أن خليفة عرفات في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الفلسطينية هو رئيس الدائرة السياسية في المنظمة الفلسطينية، فاروق القدومي (أبو اللطف).
وادعت معاريف أن قياديا فلسطينيا مقربا من عرفات عزز التقديرات بخصوص وصية عرفات، وقال انه في اللحظات الأخيرة لصفاء ذهنه، طلب عرفات استدعاء القدومي ليبلغه بأمر هام.
هذا ويحظى القدومي بشعبية كبيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. واعتبرت صحيفة معاريف أن القدومي يحمل أفكارا متطرفة للغاية؛ فهو إلى جانب معارضته لأوسلو، بحسب معاريف، أعلن في الماضي تأييده للعمليات (الانتحارية) التي تنفذ داخل إسرائيل أيضا، بادعاء أن من حق الشعب الفلسطيني المقاومة في كل مكان في الأرض الفلسطينية.
وتابعت الصحيفة: ان القدومي يعارض أيضا أية تسوية فيما يتعلق بقضية اللاجئين، لأنه يرى أن حق عودة اللاجئين أكثر أهمية من إقامة دولة فلسطينية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved