بكل ما تحويه من معنى.. وبكل ما سيتخللها من أفراح لكونها ذكرى من أعظم الذكريات.. ومناسبة إسلامية من أعز المناسبات التي منحها الله لهذه الأمة المجيدة ليكون لها منها وسيلة اتحاد بالمصير ولغاية تبادل المحبة وصافي الود.. وإزالة الضغائن لحكمة إلهية ومعجزة إسلامية.. فجدير بالأمة الإسلامية أن تدرك مدى هذه المنحة فتعمل فيما من شأنه شرعت المناسبات لكون حياتها وقيمها بحاجة اليها.. وبحاجة الى كفاح بالدم والعرق.. والذي لا يتحقق إلا بما تحقق به لسفلنا الصالح الذي ساس الامم وفتح القارات ووحد راية الاسلام.. والذي أصبح رهين الأحداث وغير قادر على الخروج منها بالرغم مما يؤلمه من القهر ووصمة العار التي حلت بخلفه بغيبة منه بعد أن أدى واجبه على الوجه الذي رضي به الله عنه.
فجدير بالخلف أن يقتفي أثر السلف، وذلك بأن يجعل من هذه الذكرى العظيمة وسيلة انطلاقة كبرى فيوحد الجهود، ويجدد الولاء لله ليكون الله معه.. فما استعادة القدس وإزالة آثار العدوان من سائر المناطق بالأمر البسيط الذي يمكن أن يتم بالأقوال أو لجوء إلى دول لا يهمها صالحنا، فلا بد للحق من قوة تحميه.. قوة مادية ومعنوية، قال الاستاذ البورنو:
لا ينال الحق إلا بالدما تحنو عليه
من خلال الرعد تقذفه القنابل من يديه
لا بتصريحات موتور وما تفضي إليه |
هذا والله أسأل أن يعيد هذه الذكرى على أمتنا الخالدة، وقد حققت آمالها في النصر.. وكفى بالماضي المشرق أسوة ودليلا.. وكفى بالحاضر درسا وعبرة.. فاعتبروا يا أولي الألباب.. وكل عام والجميع بخير.
|