في مثل هذا اليوم من عام 1976 دخلت القوات السورية بيروت في إطار قوات الردع العربية التي تم تشكيلها في محاولة لوقف الحرب الأهلية التي تفجرت في لبنان عام 1975 بين المسلمين والمسيحيين ثم اتسعت دائرتها لتشمل الكثير من الطوائف اللبنانية في عهد الرئيس اللبناني سليمان فرنجية.
وفي سبتمبر 1976 تولى الرئيس اللبناني إلياس سركيس الرئاسة خلفاً لسليمان فرنجية وقررت جامعة الدول العربية تشكيل قوة الردع العربية لوقف الحرب الأهلية بعد أن بدأت بوادر دخول الفلسطينيين الذين كانوا يشكلون قوة مهمة في لبنان فيها.
تشكلت هذه القوة من القوات السورية بشكل أساسي إلى جانب قوات رمزية من السعودية والسودان واليمن والإمارات بالإضافة إلى الجيش اللبناني نفسه.
ورغم أن هذه القوة لم تتمكن من إنهاء الحرب الأهلية في لبنان والتي استمرت حتى عام 1990 تقريباً إلا أنها ساعدت في الحفاظ على كيان الدولة اللبنانية ومنعها من التلاشي كما حدث مع الصومال مثلاً في أعقاب انهيار نظام حكم محمد سياد بري عام 1991 واشتعال الحرب الأهلية فيها.
وبمرور الوقت انحسر وجود القوات الرمزية من الدول العربية الأخرى وبقيت القوات السورية في لبنان بقوة قوامها حوالي 25 ألف جندي. وكان الوجود السوري يستمد شرعيته من قرار جامعة الدول العربية من ناحية ومن قبول الحكومة اللبنانية الشرعية له من ناحية أخرى.
استمرت الحرب الأهلية في لبنان قرابة 15 عاماً عندما نجح الفرقاء في التوصل إلى اتفاق تم توقيعه في مدينة الطائف السعودية وحمل اسمها عام 1989 يقضي بوقف الحرب الأهلية وهو ما حدث بالفعل.وبعد انتهاء الحرب الأهلية استمر وجود القوات السورية حيث لم تطلب منها الحكومة اللبنانية الرحيل في الوقت الذي أعطى اتفاق الطائف الوجود السوري شرعية أخرى.
|