في مثل هذا اليوم من عام 1492 كتب المستكشف الأسباني كريستوفر كولومبوس أول إشارة مكتوبة عن التبغ، ذلك النبات الذي يستخدم في صناعة السجائر، والذي تحول إلى محصول رئيسي للكثير من دول العالم بعد أن أصبحت السجائر واحدة من أهم السلع الأساسية لملايين البشر. فعندما وصل كريستوفر كولومبوس إلى سان سلفادور في أمريكا الجنوبية في الثاني عشر من أكتوبر عام 1492 جاءت إليه مجموعة من سكان المنطقة الأصليين يحملون له الفواكه وأدوات مصنوعة من الأخشاب والتبغ الذي لم يكن معروفا للأوروبيين في ذلك الوقت. ولم يلتفت البحارة الأسبان الذين كانوا مع كولومبوس إلى تلك (الأوراق الجافة) التي قدمها لهم الهنود الحمر في أمريكا الجنوبية، حيث أخذوا الفواكه والأدوات المصنوعة من الأخشاب ولم يتوقفوا عند هذه الأوراق التي أطاحوا بها بعيدا.
والمفارقة أن الأسبان الذين جاءوا لاستكشاف العالم الجديد بحثا عن الذهب والثروة أطاحوا بهذه الأوراق التي كان يمكن أن تصبح مصدرا للثروة أكثر من مناجم الذهب والفضة!!.
وفي الخامس عشر من نوفمبر 1492 كتب كولومبوس في يومياته حكاية أوراق التبغ التي قدمها إليه هؤلاء الهنود الحمر، واعترف بأنه لم يهتم بها كثيراً. أما اكتشاف استخدام التبغ من جانب الأوروبيين فحدث في وقت متأخر وفي القرن الثامن عشر على يد أحد العبيد في أمريكا الشمالية عندما كان موجودا في أحد الأحراش وشب حريق في أوراق نبات التبغ فشعر بنشوة غريبة لاستنشاق الدخان فراح في نوم عميق. وبعد أن استيقظ ذهب لاستطلاع مصدر هذا الدخان فوجد أوراق نبات التبغ المحترقة فأخذ بعضها وكرر التجربة.
وبعد ذلك تطور الأمر سريعاً وبدأ استخدام التبغ كسلعة تجارية لها سوق كبير في أمريكا الشمالية وأوروبا.
|