في مثل هذا اليوم من عام 1988 أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية قيام دولة فلسطين وتشكيل حكومة فلسطينية في المنفى برئاسة ياسر عرفات والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود. وقد اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني، وهو البرلمان الفلسطيني في الشتات، قراره بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف استناداً إلى الحقوق التاريخية والجغرافية في فلسطين، وأعلن كذلك في العاصمة الجزائرية عن تشكيل حكومة مؤقتة. ثم انتقل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى مقر الأمم المتحدة الأوربي في جنيف بسويسرا بعد رفض أمريكا السماح له بدخول أراضيها لحضور اجتماعات الجمعية العامة في مقرها بنيويورك وألقى خطاباً شهيراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام.
وبعد هذا الإعلان توالت اعترافات العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة. وفي إبريل 1989 وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة. وكانت الأمم المتحدة قد اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني عام 1974 وضمتها إليها بصفة مراقب ودعت ياسر عرفات إلى إلقاء خطابا تاريخيا أمام الجمعية العامة للمنظمة الدولية في العام نفسه أكد فيها أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد ممثلي الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعودة إلى دياره. وفي ختام كلمته قال: (إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين) .
|