في مثل هذا اليوم من عام 1972م قام جلالة الملك فيصل يصحبه فخامة الرئيس عيدي امين رئيس جمهورية يوغندا والوفد المرافق لجلالته وفي مقدمته صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران وصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن عبدالعزيز المستشار الخاص لجلالة الملك بزيارة المجلس الاسلامي الاعلى في يوغندا حيث كان في استقبال جلالته سماحة رئيس القضاة ورئيس المجلس ونائب رئيس المجلس وكبار الاعضاء.
وبعد ان تفقد جلالته منشآت المجلس القى سماحة رئيس القضاة كلمة رحب فيها بجلالة الملك وأكد أن هذه الزيارة ستترك اثرا عميقا وخيرا ليس على مستقبل العلاقات بين المملكة ويوغندا فحسب بل بين المملكة والقارة الافريقية بأكملها.
وأشار فضيلته إلى أن يوغندا ستكون بحول الله مركزا هاما من مراكز نشر الدعوة الإسلامية والثقافة الإسلامية في كل البلاد الافريقية وأعرب عن شكره وشكر المجلس الإسلامي الأعلى في يوغندا للمساعدات القيمة التي تقوم بها المملكة العربية السعودية بقيادة جلالته في سبيل دعم وحدة الأمة الاسلامية وابراز تضامنها حتى تكون الشعوب الاسلامية يدا واحدة تعمل متضامنة بما فيه عز الاسلام ونصر المسلمين.
وبعد ذلك القى رئيس المجلس الإسلامي الاعلى في يوغندا كلمة اعرب فيها باسم المجلس واعضائه عن عميق سروره بهذا الاجتماع الذي يضم ممثلي زعماء المسلمين في يوغندا واشار إلى أهمية الدور الذي يؤديه جلالة الملك من أجل الحفاظ على وحدة العالم الإسلامي انطلاقا من مبادىء الشريعة الاسلامية السمحاء التي لا تفرق بين جنس وجنس او لون ولون وانما تعمل دائما على ايجاد الانسان المسلم في كل أرض وتحت كل سماء ولخص فضيلته المراحل التي ابرزت اصالة الدين الإسلامي وعمقته في نفوس أبناء يوغندا فقال ان الاسلام اول دين سماوي دخل يوغندا.
وقد واجه الاسلام في البداية عدة مشاكل كادت أن تطفئ نوره لولا أن تداركه الله ولعل من بين تلك المشاكل ما تعرض له المسلمون في يوغندا من تشتت وتفرق حينما كانوا شيعا وأحزابا ولم تكن لهم هيئة دينية اسلامية تحمي مصالح الاسلام في الدولة وتعمل على مد المسلمين بالوسائل والاحتياجات اللازمة لتقوية العقيدة الاسلامية في نفوس أبناء جمهورية يوغندا ولذلك عقد فخامة الرئيس عيدي أمين رئيس جمهورية يوغندا مؤتمرا اسلاميا تاريخيا حضره كل زعماء المسلمين في يوغندا.
وكان من نتيجته تشكيل المجلس الإسلامي الاعلى في يوغندا وتحدث فضيلته بعد ذلك عن منجزات هذا المجلس الذي يعمل على اعلاء كلمة المسلمين وأشار فضيلته إلى مساهمة جلالة الملك فيصل خادم الحرمين الشريفين في هذه الانجازات في تبرع جلالته بمبلغ مليون شلن يوغندي لتساعد المجلس في إنشاء الإدارة العامة للمركز الاسلامي وفي مصروفاته اليومية وبعد ذلك القى فخامة الرئيس عيدي أمين رئيس جمهورية يوغندا كلمة رحب فيها بجلالة الملك فيصل وما يقوم به من خدمة للإسلام والمسلمين.
|