Monday 15th November,200411736العددالأثنين 3 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

أمواج أمواج
خالد العتيبي

الرياضة وممارستها لم تعد محصورة على النشاط البدني الذي يبذله الرياضيون باختلاف الأنشطة التي يزاولونها.. فالمفهوم الحقيقي للرياضة.. هو مجموعة الأهداف التي من أجلها انشئت المؤسسات الرياضية.. وتقام من أجلها المنافسات والنشاطات الرياضية على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي أيضاً.
** فالرياضة أصبحت الآن نوعاً من الثقافة.. كذلك المؤسسات الرياضية في أي دولة تجاوزت أدوارها مجرد الفوز والكسب في الميادين الرياضية وتحقيق الميداليات.. فهناك أدوار قد لا تكون ذات صلة بالرياضة كنشاط بدني.. لكنها ذات ارتباط وثيق بالرياضة كثافة.
** الدور الاجتماعي للنادي الرياضي لا يقل أهمية عن الدور الرياضي.. وحرص منسوبي النادي على الفوز في المنافسات الرياضية.. وكغيرها من التجمعات الشبابية.. فالأندية الرياضية أصبحت مسؤولة عن كل ما يتعلق بالشباب.. وما من شأنه ان يحافظ على هذه الشريحة.. فكرياً.. ورياضياً.. وصحياً.. كي يكون هؤلاء الشباب عناصر مفيدة وفعالة في مجتمعهم.. لأن انحرافهم.. وشذوذهم سينعكس سلباً على الرياضيين منهم.. وبالتالي وبدلاً من أن تكون الرياضة ثقافة تسعى للبناء.. فإنها ستكون بيئة صالحة لظهور أفكار هدّامة.. وجيل غير مفيد لمجتمعه ووطنه..!
** الأندية الرياضية.. والمجتمع الرياضي عادة ما يكون هو الأقرب الى شريحة الشباب.. فمن خلاله بإمكاننا التعرف حتى على هموم الشباب.. واحتياجاتهم.. والمشاكل التي تعترضهم.. ومحاولة حلها في نفس المجتمع الأقرب إليهم.. حتى لا يكون حل تلك المشاكل بطرق غير صحيحة.. وغير سوية قد يكون تأثيرها على المجتمع أكثر خطراً من تأثيرها على الفرد نفسه..!
** توقف النشاط الرياضي لدينا يصيب مؤسساتنا الرياضية بالشلل.. إلا بعض التمارين (البدنية) التي يهدف النادي من خلالها الى الاستعداد لنشاط (بدني) قادم.. بالرغم من أن النادي لدينا رياضي.. ثقافي.. اجتماعي.. ولكن عادة ما تكون الموارد والجهود في غالبيتها إن لم تكن جميعها موجهة نحو الجانب الرياضي فقط.
** وأنديتنا مطالبة بتفعيل الدور الاجتماعي بشكل أكبر مما هو عليه الآن.. وذلك بإقامة الدورات والندوات التثقيفية التي تستهدف شريحة الشباب وتتلمس مشاكلهم.. وترفع من مستوى الوعي لديهم ثقافياً.. ورياضياً.. وإجراء البحوث والدراسات وإصدار المطبوعات المتعلقة بالشباب وهمومه.. وليس ذلك وحسب.. بل الاهتمام بالجانب الثقافي بالتنسيق مع الوزارات المعنية.. كالتربية والتعليم.. والإعلام.. ورعاية الشباب.. من أجل الشباب وما يهمه من نشاطات ومهرجانات..!
** ينظر المجتمع إلى النادي الرياضي على أنه مؤسسة حكومية تتحمل الحكومة نجاحها وفشلها أيضاً.. وهذه النظرة قد تكون قاصرة.. فنجاح النادي وفشله في أداء أدواره المختلفة مسؤولية الجميع من أفراد مجتمع.. وقطاع خاص.. فلا يعني أن الأندية تحظى بدعم من الدولة أن تكون مسؤولية النجاح والفشل تقع على الدولة فقط..!
** النظرة القاصرة الأخرى هي أن ينظر البعض الى الرياضة على أنها مجرد مضيعة لوقت الشباب.. وبؤرة من بؤر الفساد والانحراف.. في الوقت الذي من المفترض ان تكون الرياضة بيئة إصلاح وثقافة لفئة الشباب.. فالرياضة نشاط يمارسه الأطباء والعلماء وجميع فئات المجتمع.. وليست كما يصورها البعض بأنها طريق الفاشلين وميدان لمن عجزوا عن النجاح في ميادين الحياة المختلفة..!
** نحنُ بحاجة إلى الوقوف بجانب رياضتنا.. وعدم الاكتفاء بالدعم الذي تقدمه رعاية الشباب.. فالعجز الذي تواجهه الأندية لدينا يحتم على أصحاب رؤوس الأموال.. والأدباء.. وجميع رجال المجتمع أن يقفوا بجانب الأندية الرياضية.. كي تتمكن الأندية من أداء دورها الاجتماعي تجاه الشباب والمجتمع والوطن.
* كما أن إدارات الأندية مطالبة بفتح قنوات الاتصال مع المجتمع بكافة شرائحه.. سواء عن طريق الإدارات نفسها.. أو أعضاء الشرف.. أو العلاقات العامة في الأندية والمراكز الإعلامية.. لعكس صورة أخرى غير تلك القابعة في أذهان الغالبية من أفراد المجتمع..!
المجتمع والعيد..!!
** والدور الاجتماعي المنوط بالأندية الرياضية قد يكون في أيام المناسبات والأعياد أكثر وضوحاً.. وأكثر وقعاً في نفوس أفراد المجتمع.. خصوصاً تلك الفئات التي تحتاج الى الوقوف بجانبها.. كذوي الاحتياجات الخاصة.. ودور الأيتام والمسنين.. والمنومين في المستشفيات.
** فالزيارات الخاصة التي من المفترض ان تنظمها الأندية.. للوقوف بجانب تلك الفئات من المجتمع بكل تأكيد سيكون لها الدور الجميل والرائع في نفوس أولئك الذين بحاجة الى باقة ورد.. وكلمة (من العايدين) خلال أيام العيد السعيد..
** كما أن إقامة الفعاليات والاحتفال بالعيد في الأندية الرياضية له دوره في عدم ظهور بعض الممارسات الشبابية خلال تلك المناسبات.. وإقامة المعارض.. والمهرجانات.. الموجهة لشريحة الشباب.. والطفل.. بكل تأكيد لو قامت أنديتنا بتنظيمها.. لكان لها الوقع الأجمل في نفوس الأهالي.. ولتغيرت تلك النظرة القاصرة للرياضة والرياضيين.
فواصل ؛؛ منقوطة
** النهوض بمستوى الرياضة.. مسؤولية مجتمع قبل أن تكون مسؤولية دولة.. فنظرة المجتمع للرياضة.. والثقافة الرياضية لأفراده.. الرياضيين وغير الرياضيين.. هي المقياس الحقيقي للرغبة في التقدم رياضياً.. ومنافسة دول العالم رياضياً.. وثقافياً.
** لا يفوتني هنا أن أذكر ما قام به رئيس نادي الهلال السابق صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد من جهود إبان رئاسته للزعيم.. من أجل تفعيل ماذا تعني (رياضي، ثقافي، اجتماعي) فقد قدم لنا سموه نموذجاً رائعاً لكيفية تفعيل دور الأندية على الصعيد الاجتماعي.
** نجومنا في كافة الألعاب يجب أن يعوا أن دورهم يتعدى مجرد الكسب والفوز.. فواجبهم تجاه مجتمعهم يملي عليهم ان يساهموا في تفعيل الجانب الاجتماعي للمؤسسة الرياضية التي ينتمون إليها.
** بمناسبة عيد الفطر المبارك.. كل عام وأنتم والوطن وجميع الرياضيين بألف خير.. وعساكم من عوّاده.. وعلى طريق الخير لنا لقاء..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved