نشرت الجزيرة في أعداد سابقة مواضيع عن سلبيات ومشاكل السائق الأجنبي وأنا أقول إن السائق الأجنبي أصبح وجوده شراً لابد منه، بل إنه صار من الضروريات لدى بعض الأسر لكثير من الظروف التي تمر بها الأسرة حيث انشغال الأب بالكثير من الأعمال أو كثرة أسفاره لإنجاز أعماله. وبالتأكيد فان عدم وجود سائق أجنبي هو أمر مطلوب، إذا كان بأمكان الأسرة الاستغناء عنه، لكن إذا كان ولابد من وجوده فان الواجب على الاسرة أن يضع حدود للأدوار التي يقوم بها السائق.. ويعطيه ارشادات وتوجيهات تضمن سلامة السائق والسيارة والاسرة من أي حادث أو مكروه. وأطفالنا في علاقتهم بالسائق تأخذ جانباً من الاهمية والخطورة, حيث ان الكثير من السائقين يأتون من بيئات غير مسلمة أو فقيرة، بل ويكونون من ذوي السوابق في بلادهم. لذا فإن لرب الاسرة دور هام في جعل علاقة السائق بالابناء في حدود العمل الذي تم استقدامه من اجله، ويكون ذلك من خلال عدة خطوات هي:
1 - عند استقدام السائق يحاول رب الأسرة اختيار مواصفات من اهمها عمر السائق بحيث يختار رجلا كبيرا في العمر نسبياً أي من 40 - 50 سنة، حيث يكون اعقل وارجح عقلاً، كما يحرص رب الاسرة ان يستقدم السائق المسلم، حيث انه في الغالب ما يكون لديه من الضوابط التي تردعه عن ممارسة اي اعتداء او تعرض للأطفال.
2 - عند قدوم السائق يجلس رب الاسرة معه ويفهمه بان علاقته بالاطفال لا تتجاوز ايصالهم الى المدرسة او الاقارب او بعض المشاوير الخاصة.. ويؤكد رب الاسرة على السائق بان لا يتجاوز هذه العلاقة مهما كان الأمر، بحيث لا يتحدث مع الأطفال او يمازحهم او يمسهم، وحتى لو بدأ الاطفال بالحديث والمزاح معه، فعليه ردعهم واخبار رب الأسرة بذلك.
3 - بعد قدوم السائق، يحتاج رب الاسرة الى جلسة مع زوجته وبناته وابنائه وارشادهم الى حدود العلاقة مع السائق.. وعدم الحديث معه الا بحدود اخباره اين يذهب، وكم من الوقت ينتظر.. الخ من التوجيهات الهامة دون ان يكون هناك احاديث أو طلبات مثل ان يطلب الطفل من السائق ان يعطيه فرصة في قيادة السيارة.
4 - يحتاج رب الاسرة الى ان يقوم بين وقت وآخر بمتابعة السائق دون ان يشعر ويتابع حركاته وطريقة تعامله مع الاطفال عند الانفراد بهم داخل السيارة.
5 - يحتاج رب الأسرة الى ان يكون جاداً في متابعته واتخاذه للقرار عند مخالفة السائق للتوجيهات وان تتم محاسبته في الحال، واذا وجد ان الملاحظات قد كثرت عليه فالمطلوب هو تسفيره حتى لا يعطي الفرصة في تجاوز حدوده.
6 - يحتاج رب الاسرة الى اعادة تلك التوجيهات بصورة دورية للسائق وللأبناء, حتى تبقى في ذاكرتهم. ان خطر وجود السائق على الابناء كبير جداً ولا يشعر به الا من واجه مواقف لبعض السائقين فاحتمالية استغلال السائق لاحد الابناء يبقى قائماً ومحتملاً، حيث ان كثرة التقاء الابناء بالسائق يذيب الحواجز بينهم ، مما يجعلهم يدخلون معه في خصوصيات ليس له الحق في معرفتها. وقد يرى البعض ان في هذا الحديث مبالغة، فاقول الوقاية خير من العلاج، اذا كان هناك علاج.
عبد الرحمن عبد الله الصبيحي
اللجنة الوطنية السعودية للطفولة/وزارة التربية والتعليم
|