يهل العيد فينتابنا شعور الفرح.. نشعر وكأن الدنيا أمامنا تضحك.. تصفي القلوب.. وتتيسر السبل للتسامح والصفح ونسيان كل ما يكدر صفو حياتنا.. نحن بشر وخلقنا الله للعيش في هذه الأرض بكبد.. ولكنه سبحانه وتعالى منحنا سبلا عديدة للفرح ويسر لنا سبلا لا حصر لها في أن نعيش السعادة في أجوائها الحقيقية..
والعيد السعيد.. من هبات الله سبحانه وتعالى في سبيل أن يعيش الإنسان لحظات تأمل للعودة إلى ذاته وفطرته بحب الحياة وحب الخير وحب الفرح..
قبل عدة عقود قريبة.. كان العيد مناسبة كبيرة يحتفى بها..
وكان مرتكزاً لكل مواعيد التسامح والصفح ونسيان سقطات الماضي وسلبيات العمل..
قبل عقود قريبة كانت الحياة بسيطة وميسرة ولكنها لم تقف فضلت تسير على رتم يختلف عما مضى..
كان العيد هو العيد.. ولكننا نحن الذين تغيرنا.. كان العيد هو نفس هذا اليوم الذي نخرج فيه مبكرا إلى الصلاة مع عشرات المئات من قريتنا الصغيرة..
كان العيد هو ليلته التي لا تقارن بليالي الفرح الأخرى.. تنتظر صباحاته التي كنا نبني عليها أحلامنا وخيالاتنا الطفولية..
كان العيد هو نفسه العيد الذي يجتمع فيه الأطفال والصبية والشبان والفتيات اللائي كن يغنين أجمل مقطوعات أغاني العيد (ياخالي.. أقبل العيد.. ودي منك عيدية).
كان الشباب يقيمون فرحا كبيرا في صنع مارثونات السباقات التلقائية الارتجالية.. وكان المسنون يرصدون أجمل الهدايا الرمزية للفائزين.. كان العيد مجالا للتنافس البريء والتلاحم .. لم يزل هذا العيد باقيا يحمل في طياته الحب والوفاء والفرحة والصدق بالنقاء.. لم يزل العيد يعلمنا ان هذا الوطن أغلى ما يكون وأن هذا الثرى الذي نعيش عليه أطهر ما يكون.. وإننا أمة وفية صادقة لدينها وولاة أمرها، نحب الناس جميعا ونحب الخير والسلام ووطننا منبع السلام.. يمر العيد كما هو فهل نبقى أوفياء لا تغيرنا بهارج الزيف واصطناعات الخيال وسلبيات العصر، ها نحن نتطلع للعيد كما هو لم يتغير ويرمقنا بعين التساؤل؟
|