سمعت شكوى عدة طالبات من إرهاق المدارس لهن بمصروفات ومتطلبات متعددة، وكثير منهن ليس بمقدورهن الالتزام بذلك، وهذه الأشياء ليست أساسية بل ثانوية مثل تزيين الفصل، وتجليد دفاتر المعلمات، وإحضار أقلام خاصة للسبورة وغيرها، وهذا تكليف للطالبة أكثر مما تحتمل خصوصاً إذا كان أولياء الأمور من ذوي الدخل المحدود. وانا أعلم أن الرئاسة العامة لتعليم البنات تمنع منعاً باتاً إرهاق الطالبة بأكثر مما ينبغي فيكفيها متطلبات الدراسة من دفاتر وأقلام وأدوات وثمة أشياء أخرى. وللأسف أصبحت المدارس الخاصة في استنزاف جيوب أولياء الأمور أكثر مما ينبغي! مما يرهق الطالب، فالطالب ليس مسؤولا عن متطلبات المدرس الخارجية. والأمر الغريب في هذا انه إذا لم يلتزم الطالب أو تعذر عليه تلك المطالب فمصيره نقص علامات في مادة المعلم..!
الإدارة الخاصة بالمدرسة هي المسؤولة وحدها عمّا يحدث، فعلى المعلمات مراعاة ظروف أولياء الأمور وعدم إرهاقهم مادياً بأشياء أخرى غير الالتزامات المدرسية المطلوبة منهم.
الأمر الثاني وهو استخدام الضرب في المدارس، فالمدرسة جعلت منارة للعلم والأدب والأخلاق، وقد لوحظ في بعض المدارس استخدام الضرب كوسيلة للتربية بين الطلبة لما له من آثار وسلبيات سيئة تعود على الطالب. فهناك عدة وسائل أخرى غير استخدام وسيلة الضرب كالحرمان من النشاطات، الخاصة التي يهواه الطالب، ومنعه من الفسحة وغيرها من وسائل التأديب المستخدمة. ورسالة المعلم رسالة سامية كما قال أحمد شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا |
فالمعلم القدوة الحسنة للمتعلم في سلوكه وتصرفاته، ولكن الملاحظ ان المدارس مليئة بالمعلمين الذين ليسوا أهلا لهذه الرسالة والمهنة السامية الرفيعة. ومعلمنا عليه الصلاة والسلام يقول: (العلماء ورثة الأنبياء).
فينبغي توفر شروط لدى المعلم.. أولها الحلم والصبر وسعة الصدر لأنها رسالة والرسالة أمانة.. لتعليم أجيال وزرع هذه المكرمات الطيبة فيهم الخير والعدل والإحسان والحق وغيرها من الفضائل التي تغرزها فيهم بعيداً عن الترهيب والقسوة والعصا. ومهما يكن فمهنة التعليم مرهقة للمعلم والمتعلم وتتطلب جلدا وتماسكا، والترغيب والترهيب مطلوبان في هذه المهنة، ولكن ليس باستخدام وسائل نحن في غنى عنها وربما تؤدي لعواقب سيئة وعندها نندم ساعة لا ينفع الندم.. نسأل الله العون في جميع أمورنا..
مرفأ
المعلم هو الأب والقدوة ورسالته سامية فمتى يؤدي معلمونا دورهم كما ينبغي..؟
|