من ومضةِ الحُبّ.. ساغ البحثُ والدّأبُ
واشتاق للرحلةِ المرموقةِ التَّعبُ
كم فطنةٍ خذلتْ أغصانَ غرستها
وعُزْلَة ومَضَتْ، والليلُ ينتحبُ
تراكم الفكرُ، واكتظتْ دلالتُهُ
كما تفتّقُ عن غيماتها السحبُ
ورُحْتَ تبحثُ في أطياف شاردةٍ
ما أبدعَ الفقْهُ، والتأصيلُ، والأدبُ
وللبلاغةِ والإتقانِ منتجعٌ
في ظلّهِ الوقتُ والتفكيرُ يُنتخبُ
عزفْتَ عن متعةِ الدُّنيا ونزْهتها
فارتحْتَ.. وارتحلَ الرُّوتينُ والصخبُ
رحيقُكَ الهاجسُ الأسمى تسوغُ به
(إبراءَ ذمةِ) من يسمو به النَّصبُ
أهدافك امتزجتْ في أصلِ مسألةٍ
ترقى بمصلحةٍ تدنو وتقتربُ
وتُشعلُ الفكرَ في آفاق معضلةٍ
حلَّلتَ مُشكلَها.. فانسابَ ينسحبُ
ما كانت (الدَّالُ) أعلى مطمحٍ.. نزعتْ
إليه نفسُك كي تعلو بك الرّتبُ
لكنّهُ مطمحُ العلمِ الذي شغُفتْ
به النفوسُ وصاغتْ ضوءَه الكتبُ
لا تُمنح (الدّالُ) إلا من تؤهّلُهُ
ذريعةُ الحكمةِ الأَوْلى بما يَهبُ
الوقتُ وقتُك، والإبداعُ تنسجهُ
من كلِّ تجربةٍ عانيْتَ.. لا كذبُ
أعلنْتَ للنُّخبةِ الروّادِ ميْزتَها
وحُزتَها باقتدار الفذِّ ينسكبُ
وقلْتَ للسائلِ الحيران منطقَها
وافتضّ عن سامرِ الظنّانةِ العَجَبُ
عبد العزيز: إليك الآن تهنئتي
وفي غدٍ تهنئاتُ الوصْل تلتهَبُ