أولاً وقبل كل شيء.. كل عام وأنتم بألف خير، ومن العايدين الفائزين، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم جميعاً صيام وقيام شهر رمضان المبارك، وأتمنى أن يكون هذا العيد السعيد تطهيراً لقلوبنا جميعاً من جميع ما يغضب الله عزّ وجلّ، وأن تسود بيننا المحبة وأن تتألف قلوب من بينهم شحناء وكراهية، لأنها فرصة لأن تعود المياه لمجاريها بين المتخاصمين والقاطعين صلة الرحم لأن هذه الدنيا لا تسوى أن يكون فيها مثل هذه العادات المذمومة.
ثم إنه لا شك أن كثيراً منا قد قرأ في أكثر من صحيفة وطنية عما تحدث عنه أحد الفلكيين بأنه من المستحيل مشاهدة هلال شهر شوال يوم الجمعة نظراً لأن القمر يغيب قبل الشمس ذلك اليوم، وبهذا لن يستطيع أحد مشاهدة هلال شهر شوال.
وفي الحقيقة أنه شيء يثير الاستغراب بتصريح مثل هؤلاء الفلكيين بالتنبوء بمثل هذه الأمور الحساسة التي علمها أولاً وأخيراً عند الله، ثم إن هذا التصريح الذي أتى مخالفاً لكل التوقعات سوف يحسب على مصداقية مثل هؤلاء مستقبلاً. فالواجب على مثل هؤلاء بدل أن يقولوا من المستحيل مشاهدة الهلال أن يقولوا ربما لن يشاهد الهلال فهذا أفضل.
وهناك أيضاً أمر آخر أثار استغراب الكثير، حيث بدأت الاتصالات تنهال بكثرة مهنئة بالعيد من بعد غروب شمس يوم الجمعة مؤكدة أن هناك أكثر من قناة تلفزيونية وإذاعية أذاعت خبر عيد الفطر المبارك، مع أن بعض هذه القنوات لها مصداقيتها في بعض الأخبار المهمة إلا أنه لم يقتنع أحد بهذه القنوات، لأنهم أولاً أخذوا برأي الفلكي الذي جزم بعدم مشاهدة الهلال ذلك اليوم، وثانياً لأن مصادرنا الرسمية لم تذع أي شيء حتى فرغ كثير من المساجد من صلاة القيام، فالواجب على مثل هؤلاء عدم التصريح بمثل هذه الأمور الحساسة إلا بعد التأكد من صحتها من مصادرها الرئيسية حتى لا يكون هناك تشويش أو التباس لدى كثير من الناس.
هذه التناقضات التي حصلت تعطي ما لا يدع مجالاً للشك بأن التريث والتحري الدقيق هو المطلب الأساسي في مثل هذه الأمور لأنها من الأمور الحساسة التي تمس مصالح جميع المسلمين الدينية والعملية... وكل عام وأنتم بخير...
|