Monday 15th November,200411736العددالأثنين 3 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

العيد والفراغ الذي خلفه غياب الدكتور آل الشيخ العيد والفراغ الذي خلفه غياب الدكتور آل الشيخ
المدرس: أحمد حسن العيسى /مدارس التربية النموذجية بالرياض

بالأمس القريب كنت تجلس على كرسيك الخاص يا معالي الدكتور عبدالله بن محمد بن اسحق آل الشيخ، ويجلس من حولك مجموعة من محبيك وهم كثيرون.. كثيرون، والبسمة تعلو محياك بالرغم من كل الآلام التي كانت تنتابك، وكنت تتحملها وتخفيها عنهم وأنت تتحدث إليهم، فإن كان الموضوع الذي تطرقه حول الطب يظن السامع أنك قد درست علوم الطب وبرعت فيها، وإن كان الموضوع عن اللغة العربية وآدابها يظن السامع أنك متخصص بعلومها، وإن كان الموضوع عن القضايا الاجتماعية يظن السامع أنك باحث اجتماعي متمرس، أما العلوم الشرعية وما تحتضنه الآيات الكريمة من معانٍ ومدلولات عظيمة فهذا تخصصك ولا ينازعك فيه منازع.. وأما عن مجالات الدعوة إلى الله فهي همك الكبير وشغلك الشاغل سواء في مركز عملك أو في رحلاتك الخارجية أو الداخلية وحتى في مجالسك الخاصة، وقد كان حسك المرهف وقلبك الكبير يعتصر ألماً على أولئك الذين لم يرزقوا ويتذوقوا حلاوة الإيمان وينعموا بشريعة الإسلام التي هي من صنع خالقهم، وقد كان الواحد منا يجلس ويسمع لحديثك ساعات ويظن أنها دقائق، أخلاقك الرفيعة كنت تستمدها من استشعارك لأخلاق مربي ومعلم الأمة الأول الذي وصفه ربه في كتابه الكريم حينما قال: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ}، وفي موضع آخر {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
كان يلتف حولك الغنى والفقير، والباحث والمتلقي، فكنت تعطي كل واحد منهم حقه بمفهومه ومستواه، إلى أن حان وقت الرحيل لإجراء عملية جراحية في الولايات المتحدة الأمريكية لتتخلص فيها من تلك المعادن التي زرعت بجسمك إثر عملية جراحية سابقة، والتي أضنتك تعباً وإرهاقاً وألماً، وكانت الأعين ترنو إليك والقلوب واجفة والألسن تلهج بالدعاء لبارئها منتظرة نجاح العملية، وتم ذلك بتوفيق الله وعنايته، إذ خرجت إلى محبيك تتحدث لبعضهم مواجهة ولبعضهم الآخر عن طريق الهاتف وتبشرهم بنجاح العملية، نرجو من الله العلي القدير أن يصرفها عنك وأن يعيدك إلى المكان الذي اعتدنا أن نراك فيه، لأنك تركت فراغاً كبيراً في هذا العيد لا يعوضه إلا وجود ذلك الرجل الكبير.. الكبير بأخلاقه وبقلبه وبعلمه وبأعماله وأفعاله الخيّرة التي لا يبخل فيها عن أحد. المجلس ينتظرك والكرسي الفارغ حزين ودموع الأسى تملأ مآقي المحبين، وكلهم ينتظرون عودتك إليهم وهم يلهجون بالدعاء للعلي القدير أن يَمُنَّ عليك بالصحة والشفاء لتعود إلى مجلسك وكرسيك وتعيد الفرحة إلى قلوبهم جميعاً.. إنه على كل شيء قدير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved