* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة
يواصل جهاز المخابرات الإسرائيلي، الذي يعنى بتوفير الحماية لشارون، بتشديد الإجراءات الأمنية حوله، إلى حد الفصل بينه وبين عدد من النواب من اليمين المتطرف، الذين نقلت مصادر مطلعة أن الشابك يمنعهم من الاقتراب من شارون، خشية التعرض له أو إهانته، كالبصق في وجهه، رداً على خطة الفصل. وقالت مصادر صحفية إسرائيلية على الشبكة القارية (إنترنت) يوم الثلاثاء الماضي: إن جهاز المخابرات وحرس البرلمان قررا تعزيز الحراسة على شارون، حتى داخل قاعة الهيئة العامة للبرلمان، بحيث يرافق الحراس رئيس الحكومة حتى جلوسه على كرسيه، وعندها فقط يتراجعون إلى مدخل القاعة.
وتشير المصادر إلى أن الهوس الأمني جعل أفراد الاستخبارات يفرضون حراسة مشددة على شارون داخل مقر كتلته في البرلمان.
كما تقرر تعزيز الحراسة حول بعض النواب والشخصيات، التي تنشط لتجنيد التأييد للخطة.
وحسب ما نشر في موقع إخباري إسرائيلي، فقد رافق الحراس، العديد من النواب حتى بيوتهم، بل وتمت حراسة بعضهم طوال ساعات الليل.
يشار إلى أن الشرطة في القدس المحتلة قد أقامت حاجزاً من الزجاج المقاوم للرصاص، حول منصة الخطباء في تظاهرة مؤيدة للخطة، شارك فيها نحو 50 ألفاً، خشية التعرض لأحدهم.
وسلطت خطة الفصل أحادي الجانب الصهيونية الأنظار على درجة العنف وثقافته الراسخة، التي يتميز بها الشارع الإسرائيلي، وهي ظاهرة تخص (المجتمع) الإسرائيلي بأسره وبامتياز.
ومن المفارقات العجيبة أن التهديد بالقتل قد ارتد اليوم على أحد أهم شخصيات اليمين المتطرف، ممثلاً في شارون، الذي يعتبر أحد القادة التاريخيين للمستوطنين واليمين الصهيوني المتشدد، وجاء للحكم بفضل تأييدهم له، إلا أن انتشار ثقافة التطرف والعنصرية بشكل واسع في المجتمع الصهيوني، وهي الثقافة التي غذاها شارون، بعدوانه المستمر على الفلسطينيين، واستفاد منها للوصول إلى أعلى كراسي السلطة والبقاء فيها، تهدد اليوم بالارتداد عليه.
|