*كيجالي- نيروبي (رويترز):
الحجاب الذي يستر رأس زفران موكانوالي (22 عاما) ليس سوى إشارة بسيطة الى التغير الجذري الذي طرأ على طبيعة المشهد الديني في إفريقيا.
فالمسيحية الكاثوليكية السابقة تحولت للاسلام قبل عقد بعد أعمال قتل عرقية شهدتها رواندا اثناء الابادة الجماعية عام 1994م.
وقالت الشابة التي تنحدر من التوتسي والتي كان والدها ضمن 800 ألف ذبحهم الهوتو المتطرفون: لقد أدركت أن الكاثوليك يقولون ما لا يفعلون.
وتابعت: لما عرفت أن الناس الذين كنت أصلي معهم قتلوا والدي قررت التحول للاسلام لأن المسلمين أنقذوا حياة كثيرين ولم يشاركوا في أعمال القتل.
وقبل 1994 كان المسلمون يشكلون واحدا أو اثنين في المئة من عدد سكان رواندا الكاثوليك بالاساس.
واليوم يمثلون خمسة في المئة. ويقول الزعماء المسلمون إن عدد المساجد زاد الى 570 من 220 ولقد اثار هذا التحول موجة اهتمام بالاسلام الآخذ في الانتشار في دول إفريقيا جنوب الصحراء حيث تسود المسيحية وتتراجع معتقدات بدائية.
والمراقبون يتابعون عن كثب ظهور أي بوادر توتر في العلاقات الهادئة اساسا بين المسلمين والمسيحيين في منطقة جنوب الصحراء ويفتشون عن أي دليل قد ينبئ عن تأثر بحركات التطرف بالشرق الاوسط.
وتشير تقديرات الى زيادة عدد من اعتنقوا الاسلام في دول جنوب الصحراء.
وقال باه ثيرنو امادو (36 عاما) المسلم السيراليوني الذي يعيش في مدغشقر إن الاسلام آخذ في الانتشار.
وقال الرجل الذي عاش في ليبيريا 16 عاما: كثير من الافارقة يتحولون للاسلام. في الستينات كان من الصعب العثور على مسلم في سيراليون. الان هناك عدد كبير منهم. وهم يتزايدون في كل جيل.
وهو يقول ان الحروب التي يشنها الرئيس الامريكي جورج بوش تحشد للاسلام الكثير من الجنود في مناطق شاسعة من القارة التي لها ذكريات مريرة وبعيدة للتعاون بين المبشرين والمستعمرين.
|