* مرات - إبراهيم الدهيش:
اختفت معالم القرية بمنازلها الطينية المتلاصقة وأزقتها الضيقة وسوقها الوحيد وناسها المعدودين، وأصبحت قرى الأمس مدناً تعانق هامات التطور بعدما امتدت لها يد التحديث والتغيير في كافة مجالاتها بما يتواءم وخصوصيتنا وأصالتنا المستمرة من قيمنا الإسلامية في عهد الخير والعطاء والنماء ورغم ذلك كان لنا هذا السؤال: عيد المدينة أم عيد القرية؟! فكانت الإجابة..
نكهة عيد القرية
في البداية تحدث الباحث والمؤرخ التراثي الأستاذ عبدالله بن عبدالرحمن بن دهيش قائلاً: ما زال للعيد في القرية نكهته رغم التطور التقني واختلاف التركيب السكاني واتساع المساحة إلا أن العيد بفرحته وعاداته وتقاليده في معظم قرى المنطقة الوسطى ما زال متمسكاً بهذه المبادئ الاجتماعية (الفرائحية) الأسرية . اما المواطن ابراهيم الشبيكي فيقول بهذا الخصوص: أحرص دائماً على قضاء أيام العيد بين أهلي وناسي في مدينتي الصغيرة؛ ففيها تتوافر جميع مقومات الاستمتاع بالعيد، وعلى رأس ذلك لقاء الأقارب والأصدقاء وسهولة التنقل لتقديم التهاني والتبريكات.
في المدن أفضل
أما الأستاذ فهد الراشد فله وجهة نظر أخرى حيث يقول: من وجهة نظري وخاصة فيما يتعلق باستمتاع الانسان بالعيد فالمدينة أصبحت الآن (غير) فالرياض مثلاً صار للعيد فيها طعم مختلف بعدما أصبحت تقام فيها المهرجانات وتعددت في أرجائها المنتزهات.
وفي هذا السياق يقول الأستاذ سليمان عبدالرحمن الدايل، ما زال لعيد القرية عندي مكانته ففيها ما زال الناس متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم.. خذ مثلاً في بعض القرى ما زال الناس يخرجون وجبة العيد في الشارع (المعيد) وبعد ذلك تبدأ واجبات تقديم التهاني والتبريكات وزيارة الأقارب .
الناس اختلفوا
وتوجهنا بالسؤال للكاتب والأديب والأستاذ عبدالله بن عبدالعزيز الضويحي فأجاب قائلاً: العيد هو العيد لكن الناس هم الذين اختلفوا.. منهم من لا زال متمسكاً بعاداته وتقاليده ومنهم من أخذته الحضارة بعيداً.. ورغم أن المدن في الآونة الأخيرة بدأت تولي جانب الترفيه والاستمتاع بالعيد اهتماماً أكثر إلا أن العيد في القرية يختلف.
|