Monday 15th November,200411736العددالأثنين 3 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "متابعة "

(الجزيرة) تتطلع لجواب السؤال القديم الجديد : (الجزيرة) تتطلع لجواب السؤال القديم الجديد :
لماذا نصادر لحظات الفرح ونمنحها للصغارفقط؟!

* الرياض - روضة الجيزاني:
لماذا اقتصرت فرحة العيد على الأطفال، لماذا نصادر لحظات الفرح بلا مبرر ونخلق قطيعة للعيد ليمر بلا هوية وبلا فاعلية ؟!!
- هل المعايير المركبة للحياة الاجتماعية فرضت علينا نظرة سوداوية جعلتنا نجهض بعض المعايير المحورية أم هي تركيبة اجتماعية تحيزت لثقافة القولبة وعولمة كل شيء حتى لحظات الفرح، في هذا الاستطلاع نسأل.. لماذا يطرق اليأس نفوسنا ولا نفرح بقدوم العيد وننسى أن الله شرع لنا ذلك؟
المشهد لا يشجع
* تقول الإعلامية جمانة الشامي مقدمة أخبار في قناة الإخبارية: أن المشهد السياسي الواقع الآن لا يدعو أو يشجع على الأمل والتفاؤل، فإذا قيل لنا لماذا لا نفرح بالعيد؟! فإن الاجابة هي لم يعد هناك متسع للفرح فالعالم يشهد صراعات سياسية واجتماعية، والحروب تشتعل أمامنا وهناك أخوة لنا في العراق يعيشون حالات حرجة بسبب الحرب وإخواننا في الأراضي الفلسطينية الذين يعانون التشرد والحاجة والحزن فكيف نفرح أمام هذه الفجائع.
الرجال والنساء
* الإعلامية حنان الزيد من قناة العربية- مكتب الرياض- لها رأي آخر حيث رأت أن النساء هن أكثر فرحاً بالعيد والدليل على ذلك كثرة تواجدهن بالأسواق وذلك لاقتناء الأشياء وشراء الهدايا وأحياناً قد يصل الأمر لشراء الذهب واستغلال العيد بالشراء وكسب الأشياء المادية وتشير الزيد إلى أن الرجال لا يفرحون بقدوم العيد لأن الواقع يفرض عليهم ذلك، فاليوم نرى الأوضاع الاقتصادية التي جعلت رب الأسرة لا يفكر الا بتوفير المال لشراء الحاجيات للأبناء، ثم إن العيد يمر هذه المرة ومجتمعنا أمام العديد من المظاهر الاقتصادية مثل طرح المساهمات وقدوم الاكتتابات التي يتسابق عليها المواطن في محاولة لتحسين أوضاعه المالية، وهنا يقع في حرج مالي واجتماعي.
بين الأم والطفل
* أما الإعلامية امتثال حداد من صحيفة الوطن رأت أن اهتمام الأم بأطفالها وتحضير اشيائهم احتفالاً بقدوم العيد ينسيها نفسها، وهذا أمر طبيعي فكل أم تريد الأفضل والأجمل لابنائها بالعيد وأنا شخصياً مع كل قدوم عيد ألهث إلى الأسواق من أجل أطفالي وأنسى أني أحتاج أن أفرح بالعيد، ربما الأوضاع السياسية التي من حولنا أعطتنا شعوراً بالانكسار والهزيمة وهذا أثر على مدى تقبلنا للفرح والاحتفاء بقدومه.
أما الصيدلانية نسرين عبدالله فتؤكد على أن العيد اليوم لم يعد للكبار فما نشهده من تغيرات في الحياة اليومية وتدني الدخول الشهرية يجعلنا لا نفكر بالاحتفالية، وإنما ماذا سنوفر؟ وماذا سنشتري للأبناء من مستلزمات للعيد؟ ثم ان شهراً يمر ثقيلاً فهو يستنزف دخل شهر كامل من شراء ثياب وحلوى وغير ذلك.. الأمر الذي يؤثر سلباً على باقي الشهر مادياً.
وتأخذنا المعلمة نورة اللحياني إلى قصة غريبة بعض الشيء وهي حرمانها هي وأطفالها من الفرح بالعيد بسبب نقص المال وذلك بسبب الاكتتاب الذي دفع زوجها للمساهمة من أجل الحصول على زيادة في المستقبل.
فقدناهم قبل العيد
وتأخذنا السيدة ابتهاج مكي سيدة مجتمع الى مشاهدة صورة قاتمة والمتمثلة بالحزن والقتامة حيث تؤكد أن العيد قد يكون مصدراً للحزن والأسى وذلك عندما نتذكر أناساً رحلوا عنا وغيرهم من بعدتنا عنهم ظروف الحياة كالسفر والبعد وتضيف: إن الفرحة والشعور بالسعادة بالعيد شيء مستحب لأن ديننا الإسلامي أحل لنا ذلك، إلا أنه قد يكون مصدراً للشعور بالحزن، وعلينا أيضاً أن لا نغفل أن العيد هذا العام يأتي ونحن قد فقدنا زعيمين في العالم العربي فالحزن سيطر على مشاعرنا ثم إن شعبنا الفلسطيني يقضي العيد ومشاعر الحزن تلفه بفقدان زعيمهم الرئيس عرفات، إن عالمنا العربي يمر بالعديد من الفجائع والأزمات فكيف يتسلل الفرح بين دهاليز الحزن والأسى.
تنمية القيم الدينية
السيدة وفاء الجنزورى رأت أن المسلم يجب عليه أن يفرح بقدوم عيد الفطر المبارك ورأت ذلك بأنه واجب ديني على كل مسلم ويجب تنمية ذلك لدى الابناء لنعزز داخلهم القيم الدينية ليحافظوا على هويتهم الإسلامية والاجتماعية.
وللتعليق على الأسباب التي تحد من الفرحة والابتهاج بالعيد تقول الاخصائية النفسية السعودية ليلى وهبي علوان: إن الله شرع لنا الفرح بالعيد فكيف لنا أن لا نفرح بقدومه، ان احتفاءنا بهذه المناسبة واجب على كل مسلم ومسلمة ثم علينا أن لا نغفل القيم الاجتماعية التي تأتي في العيد مثل التواصل وزيارة الأهل والاقارب والتراحم مع بقية أفراد المجتمع.
وعن تأثير ذلك على الأبناء تضيف لا شك أن الأبناء عندما يشاهدون الأم والأب غير مبالين بقدوم العيد سوف يتسرب اليهم شعور بعدم الاهتمام بهذه المناسبة وسوف يعتادون ذلك في المستقبل، لذا على كل أب أن يقوم بأخذ أبنائه إلى صلاة العيد لتعويدهم على اقامة أمورهم الدينية منذ الصغر، كما على كل أم القيام بتجهيز الثياب الجديدة باكراً لأبنائها وبناتها لإشعارهم بقيمة العيد، ومهما كانت فجائعنا- هذا العيد - كبيرة وفي عالمنا العربي علينا ألا ننسى رحمة الله التي وسعت كل شيء .. والله قادر على أن يلفنا برحمته ويمنحنا النسيان والصبر على الشدائد.. ولذا علينا ألا نتجاهل هذه المناسبة وألا تهزمنا الظروف المحيطة بنا بل يجب أن تكون دافعاً قوياً لتخطي كل الصعاب والوصول إلى شاطئ الأمان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved