*فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
أربع مناشدات وصلت إلى مكتب الجزيرة في فلسطين، جميعها تتعلق بمعاناة أسرى وأسيرات فلسطين.. أسيرات مفقودات، وأسرى يكابدون عتمة الزنزانة، ويتجرعون الموت البطيء.. وآخرون أصيبوا بالتسمم نتيجة تناولهم طعاماً منتهي الصلاحية..
المناشدة الأولى، وصلت إلى مكتب الجزيرة من لجنة الأسير الفلسطيني، التي طالبت بدورها المؤسسات الإنسانية والدولية للتدخل والضغط على سلطات الاحتلال للكشف عن مصير المعتقلة الفلسطينية الفتاة، آلاء فاروق يونس (17 عاما) من مدينة جنين، والتي تواصل قوات الاحتلال اعتقالها واخفاء مكان احتجازها..
وبحسب ما وصل الجزيرة من معلومات موثقة: أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الطالبة يونس من منزلها في مدينة جنين بعد مداهمته بقوة كبيرة واقتادتها بعد تفتيش المنزل إلى جهة مجهولة دون إبداء الأسباب.
وتبدي عائلة الفتاة الفلسطينية، قلقها الشديد على مصير ابنتها خاصة بعد المزاعم الإسرائيلية بأنها اعتقلت لنيتها تنفيذ عملية ضد إسرائيل، وقد نفت عائلة الفتاة جملة وتفصيلا الادعاء الإسرائيلية الباطل بحق ابنتهم التي كانت لدى اعتقالها تتقدم لامتحاناتها المدرسية.
وكان محامي لجنة الأسير الفلسطيني كان قد تقدم بطلب للسلطات الإسرائيلية للسماح له بزيارة الفتاة آلاء للاطمئنان على وضعها ولكن سلطات الاحتلال رفضت بذريعة الأسباب الأمنية الواهية..
ومن بلدة اليامون الواقعة غربي مدينة جنين، أيضا، وصلت مكتبنا المناشدة الثانية، فقد جاءت من عائلة الفتاة الفلسطينية، إيمان محمد عباهرة (20 عاما) ، والتي اعتقلتها قوات الاحتلال، في حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف ليلة الاثنين، الموافق 8 - 11 -2004، وذلك بعد توغلها في البلدة وشنها حملة دهم وتفتيش طالت العديد من منازل المواطنين بدعوى البحث عمن تسميهم المطلوبين.
وبحسب مصادرنا الخاصة: فإن قوات الاحتلال وفور توغلها في البلدة طوقت منزل المواطن محمد عباهرة وعددا من المنازل المجاورة له، واعتقلت خلال عمليات المداهمة والتفتيش، الفتاة إيمان، وتم نقلها بسيارة جيب احتلالية إلى جهة غير معلومة، بزعم أنها أرادت تنفيذ عملية فدائية..
وزعمت مصادر أمنية في دولة الاحتلال: أنه خلال الشهرين الأخيرين تم اعتقال 20 فتاة فلسطينية اتهمن بالتخطيط لتنفيذ عمليات فدائية ضد أهداف إسرائيلية..
وكانت الجزيرة قد تلقت رسالة من وزارة الأسرى الفلسطينية، ناشدت من خلالها أكثر من 115 أسيرة فلسطينية يقبعن في السجون اليهودية ناشدت، المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية زيادة الاهتمام بهن ومساندتهن في تلبية حقوقهن..
محرومون من الاستحمام، واستنشاق الهواء، ويقضون حاجتهم في زجاجة ماء
أما المناشدة الثالثة، فقد وصلت إلى مكتب الجزيرة من المحامي الفلسطيني، رائد زوارع، محامي وزارة الأسرى الفلسطينية، والتي جاء فيها: بعد زيارتي ل مركز التوقيف الإسرائيلي (بن يامين) ، الذي يعتبر القسم الرئيسي في سجن عوفر العسكري الواقع جنوب غرب رام الله، واطلاعي على أوضاع المعتقلين فيه، تبين لي أنه يوجد فيه العدد الأكبر من الأسرى الفلسطينيين لاسيما أنه اكبر مركز توقيف في الضفة الغربية..
وبخصوص ظروف الاعتقال، يقول المحامي الفلسطيني: يعتبر مركز توقيف بن يامين أكثر المراكز سوءا من حيث المعاملة غير الإنسانية وظروف الاعتقال القاسية، ويتم فيه الاعتداء على الأسرى بشكل منهجي، ويوجد زنازين تستخدم لعزل الأسرى دون سبب يذكر، حيث يمكث الأسير في هذه الزنزانة عدة أيام محروما من الاستحمام ومن الخروج إلى الساحة، واستنشاق الهواء، ويقضي الأسير المعزول في الزنازين حاجته في زجاجة ماء يحضرها السجانون له، ويتيم إحضار الطعام إلى الأسير داخل الزنزانة.
ويتعرض الأسرى في بن يامين للضرب والحرمان من النوم، حيث يناوب الجنود على الصراخ والطرق بأرجلهم على أبواب الزنازين، كما يتم خلال هذه الفترة من العزل الانفرادي توجيه الشتائم الماسة بالشرف للمعتقل من قبل الجنود..
وبالنسبة للطعام المقدم داخل السجن بن يامين فهو عادة ما يأتي باردا وغير نظيف بعد نقله عبر شاحنة مكشوفة تابعة للجيش الإسرائيلي من قسم سجن عوفر إلى بن يامين،
وهذا الطعام ينقل مسافة عدة مئات من الأمتار في هذه الشاحنة دون غطاء ما يعرضه للتلوث والتلف، كما ويتم قطع الماء الساخن باستمرار عن هذا القسم ما يسبب أمراضا جلدية أو نزلات برد للأسرى عند استخدامهم للماء البارد للاغتسال والاستحمام خاصة في فصل الشتاء.
وبحسب إفادة المحامي الفلسطيني:
يعاني الأسرى في مركز بن يامين الإسرائيلي بشكل عام من الاكتظاظ، ومن انتشار الأمراض الجلدية والمعدية، ومن البرد، وسوء التغذية ونقص الطعام، والإهمال الطبي وأمراض القرحة، والأنفلونزا، والتهاب القصبات الهوائية، ومن نقص الملابس..
تسمم الأسرى نتيجة تناولهم طعاماً منتهي الصلاحية
وجاءت المناشدة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين في معتقل (عتصيون) اليهودي، والذين أصيبوا بحالات تسمم جراء تناولهم طعاماً منتهي الصلاحية قدمته لهم إدارة السجن..
وفي هذا السياق أكد بيان صادر عن نادي الأسير الفلسطيني، وصل مكتب الجزيرة نسخة منه: أن محاميه حسن الشيخ، تمكن من زيارة المعتقل، وأفاد بتعرض الأسرى لحالات من التسمم الغذائي بسبب تناولهم لحماً مجمداً منتهي الصلاحية منذ عدة أشهر.
وأضاف المحامي الفلسطيني: إن الأسرى بدأوا يعانون من التعب والهزال وإسهال وقيء ودوخان، إثر التسمم، مشيراً إلى عدم قدرة عدد كبير منهم على الوقوف، كما ظهرت حساسية على أجسامهم، مؤكداً أنه رغم المظاهر والأعراض على أجساد الأسرى إلا أن إدارة المعتقل لم تقدم لهم سوى الكشف الظاهري من قبل ممرض لا يعلم من الطب شيئاً.
وذكر المحامي، أن هناك العديد من الأسرى تستدعي حالاتهم نقلهم إلى المستشفى وبصورة مستعجلة.
.وبحسب إفادة حقوقية أرسلها الأسرى الفلسطينيون في هذا المعتقل: ناشد أسرى (عتصيون) ، المؤسسات الحقوقية المختصة الضغط على الجانب الصهيوني للنظر في موضوع السجن المأساوي، الذي بات لا يطاق، وإلى سياسة إهمال تقديم وجبة الإفطار في شهر رمضان في وقتها المحدد، بل تتعمد الإدارة تقديم الإفطار بعد الثامنة مساءً، وبكميات غير كافية لحاجات الأسرى المرضى والصائمين وأنواع غير صحية من الغذاء..
|