Monday 15th November,200411736العددالأثنين 3 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

القوات الأمريكية تواجه آخر معاقل المقاتلين في حي الشهداء بالفلوجة القوات الأمريكية تواجه آخر معاقل المقاتلين في حي الشهداء بالفلوجة
القتال العنيف في الأحياء والشوارع منع مساعدات للمدنيين المحاصرين في المدينة منذ ستة أيام

* الفلوجة - الوكالات:
واصلت الدبابات والمدفعية الأمريكية قصف المقاتلين في مدينة الفلوجة العراقية أمس الأحد وسط قتال عنيف منع قافلة للهلال الأحمر العراقي من توصيل المساعدات للمدنيين المحاصرين في المدينة منذ ستة أيام.
وقال مراسل لرويترز برفقة قافلة الهلال الأحمر في المستشفى الرئيسي القريب من نهر الفرات على الطرف الغربي للمدينة: إنه رأى دبابات تطلق نيران مدافعها على أهداف للمقاتلين في حي على الجانب الآخر من النهر وسط أصداء دوي قذائف المورتر.
واندلع القتال رغم أن ضابطاً بمشاة البحرية الأمريكية قال في وقت سابق: إن المقاومة في آخر معاقل المقاتلين تتضاءل.
وكان الكابتن روبرت بوديش وهو قائد سرية دبابات أمريكية قد قال لرويترز (قبل يومين كانوا يخرجون ويقاتلوننا أما في الليلة الماضية فكانوا يفرون.. يبدو أننا أوشكنا على كسر شوكتهم).
وأضاف (لا أعتقد أن الأمر سيستمر طويلا).
وتركز القتال في حي الشهداء الذي تنظر إليه القوات الأمريكية باعتباره معقلاً للمقاتلين الأجانب بزعامة أبو مصعب الزرقاوي حليف تنظيم القاعدة.
وقال سكان: إن الطائرات الحربية والمدفعية الأمريكية كانت تقصف أهدافاً في حي الشهداء وحي الجولان الذي يقع بشمال غرب المدينة.
وبدأت قوات قوامها نحو عشرة آلاف جندي أمريكي وألفي جندي عراقي شق طريقها داخل الفلوجة يوم الاثنين الماضي وقال مسؤول عراقي كبير: إن أكثر من ألف قتلوا خلال الهجوم.
ويقول الجيش الأمريكي: إن 22 جندياً أمريكياً وخمسة جنود عراقيين لقوا حتفهم أيضاً.
ووصلت سبع شاحنات وسيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر إلى المستشفى أمس السبت إلا أنها لم تعبر بعد نهر الفرات إلى الجزء الرئيسي من المدينة لتصل إلى المدنيين المحاصرين هناك.
وقال أحد سكان حي بوسط المدينة جرى الاتصال به هاتفياً (وضعنا صعب للغاية.. ليس لدينا طعام ولا ماء.. أطفالي السبعة يعانون من إسهال حاد).
ومضى قائلاً: (أصيب أحد أبنائي بشظية الليلة قبل الماضية وهو ينزف لكنني عاجز عن فعل شيء لمساعدته).
ونزح عشرة آلاف مدني على الأقل من الفلوجة إلى بلدات قريبة مثل العامرية والحبانية قبل الهجوم. ولم يتضح عدد من بقوا من سكان الفلوجة البالغ عددهم 300 ألف نسمة، غير أنه يعتقد أن حوالي نصفهم لاذ بالفرار قبل بدء الهجوم الرئيسي. ولم تتوفر أنباء مؤكدة عن الخسائر البشرية بين المدنيين.
وقال رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي أمس السبت: إنه لم تقع خسائر بين المدنيين فيما سماه نصراً واضحاً على (المتمردين) و(الإرهابيين).
وتعهدت الحكومة العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة بسحق المسلحين قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في يناير كانون الثاني.
وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش: إن العنف قد يتفاقم قبل الانتخابات لأن المقاتلين سيصبحون أكثر يأساً.
وأضاف (سيكون نجاح الديمقراطية بالعراق ضربة ساحقة لقوى الإرهاب.. والإرهابيون يعلمون ذلك).
وأذكى الهجوم على الفلوجة العنف في شتّى أنحاء المنطقة السنية بالعراق خاصة في مدينة الموصل بشمال البلاد، حيث مازال المسلحون منتشرين في بعض المناطق.
وقال البريجادير جنرال كارتر مهم قائد القوات الأمريكية في الشمال لرويترز: إن القوات الأمريكية والعراقية استعادت السيطرة على مراكز الشرطة التسعة التي هُوجمت وأحرقت الأسبوع الماضي.
غير أنه أضاف أن المقاتلين استولوا على مسدسات وسترات واقية من الرصاص وعربات مما يثير مخاطر أمنية جديدة.
وأضاف (انني واثق أن المشكلات لم تنته بعد).
واعترف علاوي بوجود اضطرابات في جزء من الموصل قائلاً: إن أفراداً من الشرطة العراقية والقوات الخاصة أرسلوا إلى هناك.
وأعلنت الشرطة أن مسلحين قصفوا مركزاً للشرطة في المقدادية شمال شرقي بغداد بقذائف الموتر أمس الأحد مما أسفر عن مقتل شرطي.
وتوعدت ثلاث جماعات مسلحة بينها واحدة يتزعمها الزرقاوي في شريط فيديو بنقل القتال في الفلوجة إلى كل ركن بالعراق.
وقالت الحكومة: إن مطار بغداد الذي أغلق في بداية الهجوم على الفلوجة سيظل مغلقاً لأجل غير مسمى إلا أنها فتحت نقطتي عبور حدوديتين مع سوريا والأردن بمناسبة عيد الفطر.
وأعلن الجيش الأمريكي أن مقاتلين هاجموا قاعدة عسكرية خارج بغداد (بنيران غير مباشرة) الليلة قبل الماضية مما أسفر عن مقتل جندي يخدم في صفوف القوة المتعددة الجنسيات التي تقودها الولايات المتحدة وإصابة ثلاثة آخرين. ولم يكشف عن تفاصيل.
وقال الرجل: إنه شاهد قوات أمريكية وقوات من الحرس الوطني العراقي في الشارع الذي يعيش فيه فيما دوت الانفجارات وأضاف (كانت هناك جثث مسجاة في الشارع).
وتابع قبل أن تملأ الدموع عينيه أنه علم أن هناك ست أسر قريبة منه تعاني من نفس هذه المحنة وقال (ما زلنا صائمين رغم أن اليوم عيد. الله أكبر... الله أكبر).
وقال جمال الكربولي رئيس قافلة الهلال الأحمر: إنه ما زال في انتظار أذن أمريكي بدخول الجزء الرئيسي من المدينة.
وأضاف (سننتظر هنا ولو لليلة أخرى إذا اقتضى الأمر للدخول والا سنعود إلى عامرية الفلوجة ونوزع السلع هناك).
وقال ضابط أمريكي أمس الأحد: إن المقاتلين في آخر معقل لهم في مدينة الفلوجة العراقية يبدون مقاومة أقل بكثير في قتالهم ضد القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
وبدأت القوات الأمريكية والعراقية في اقتحام الفلوجة يوم الاثنين الماضي.
وصرح قاسم داود وزير الدولة العراقي للأمن القومي ان أكثر من ألف مقاتل قتلوا في الهجوم. ومددت الحكومة العراقية المؤقتة إغلاق مطار بغداد الدولي لأجل غير مسمى بموجب قانون الطوارئ الذي بدأ سريانه قبيل الهجوم الذي تقوده الولايات المتحدة على الفلوجة منذ الأسبوع الماضي.
وقال مسؤول في مكتب رئيس الوزراء اياد علاوي لدى سؤاله عن المطار إنه مغلق لحين صدور إشعار آخر.
وكان علاوي قد أعلن يوم الأحد الماضي إغلاق مطار بغداد قبل ساعات من بدء الهجوم على مدينة الفلوجة المضطربة يوم الاثنين.
ويسري ذلك الإغلاق الذي يخص الطائرات المدنية لبضعة أيام فقط.
وقال قاسم داود وزير الدولة العراقي لشؤون الأمن القومي في مؤتمر صحفي: إن القوات الأمريكية والعراقية قتلت أكثر من ألف من المقاتلين في المعركة التي تهدف إلى السيطرة على مدينة الفلوجة.
وأضاف أن أكثر من ألف من (الصداميين) الموالين للرئيس العراقي السابق و(الإرهابيين) قتلوا كما جرى اعتقال نحو 200 آخرين.
وقال داود: إن العمليات انتهت تقريباً وانه لم يعدّ في المدينة سوى جيوب للمقاتلين.
وآثار الهجوم على الفلوجة مشاعر الاستياء في أرجاء مناطق المسلمين السنّة بالعراق خاصة في مدينة الموصل الشمالية، حيث استولى المقاتلون على بعض الأحياء.
وحذّر الرئيس الأمريكي جورج بوش من إن العنف سيتفاقم في العراق مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية في يناير كانون الثاني رغم العملية العسكرية في الفلوجة.
قال بوش (سيزداد يأس القتلة وسيتصاعد العنف.. إن نجاح الديمقراطية في العراق سيكون ضربة قاصمة لقوى الإرهاب والإرهابيون يعرفون ذلك).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved