* بغداد - د. حميد عبد الله:
بينما يتبارى رجال الدين الشيعة في دعوة اتباعهم لتسجيل أسمائهم والمشاركة في الانتخابات خرج رجل دين في مدينة كربلاء ليعلن أمام الناس بأن المشاركة في الانتخابات حرام.
آية الله محمود الحسيني غرد خارج السرب الشيعي بنحو أثار انتباه الجميع، فبرغم كونه اقل مرتبة دينية من مراجع الشيعة الأربعة، وبرغم انه لا يمتلك تأثير السيد علي السيستاني الذي أفتى بوجوب المشاركة في الانتخابات واصفاً تلك المشاركة بأنها تكليف يجب على كل مسلم تأديته غير ان الحسيني جمع حوله اتباعاً كثيرين من المناهضين للاحتلال ومن المعارضين للمشروع السياسي الأمريكي في العراق.ولم يبق الخلاف بين المرجعية ومحمود الحسيني ناراً تحت الرماد بل إن هذا الخلاف طفا على السطح آخذاً شكل الدم الذي اصطبغت به ارض العراق من أقصاه إلى أقصاه حيث قام اتحاد اتباع الحسيني في كربلاء برفع لافتة في أحد الأسواق العامة كتب عليها عبارة (المشاركة في الانتخابات حرام) فما كان من اتباع السيستاني إلا أن قاموا بإنزال اللافتة والهجوم على الرجل وطعنه عدة طعنات بسكين حاد أدت إلى وفاته في الحال الأمر الذي انذر بحرب شيعية في كربلاء دشنها دم المواطن علي حسين (50 عاماً) والذي ذبح من الوريد إلى الوريد بسبب مؤازرته لرجل دين يحرم المشاركة في الانتخابات. !
شيعة العراق يعتقدون إن الانتخابات هي الفرصة الذهبية التي توصلهم إلى سدة الحكم باعتبارهم أغلبية في المجتمع العراقي وانهم إذا لم يغتنموا هذه الفرصة ويعضوا عليها بالنواجذ فإنهم سيبقون مهمشين ربما لعقود أو قرون أخرى خاصة وانهم يعتقدون ان دورهم السياسي قد صودر على مدى الثمانين عاماً الماضية من تاريخ العراق الحديث.
|