* فلسطين المحتلة - الجزيرة:
جاء في تقرير صادر عن المكتب الإعلامي لكتائب عز الدين القسّام، الذراع العسكري لحركة حماس، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لإطلاق أول صاروخ قسّام: يتواصل الصراع على أرض فلسطين المغتصبة بين الحقّ والباطل، ففي ذات الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الصهيوني تحصين قواته، وتدشين ترسانته العسكرية بكافة الوسائل القتالية الحديثة، بهدف قمع إرادة شعبنا الفلسطيني في الحرية ونيل الحقوق المشروعة، في هذا الوقت لم تقف كتائب الشهيد عز الدين القسّام مكتوفة الأيدي أمام هذه العنجهية الصهيونية.. فقد عمدت على الارتقاء وتطوير وسائلها القتالية، وقد كان لوحدة الهندسة والتطوير في كتائب القسّام الأثر الكبير في إحداث توازن الردع والرعب مع هذا العدو الغاشم، حيث استطاعت عقول مهندسي وحدة الهندسة والتطوير وبفضل من الله وتوفيقه من ابتكار وتطوير وسائل المقاومة الفلسطينية، وكان على رأس تلك الوسائل القتالية التي ابتكرتها العقول القسّامية هو صاروخ القسّام الذي أطلق الصاروخ الأول منه تجاه المغتصبات الصهيونية مساء يوم الجمعة الموافق 26-10-2001م وجاء في البيان، الذي تلقت الجزيرة نسخة منه أن فكرة إنتاج صاروخ القسّام تمثّلت في عقول عددٍ من قادة كتائب القسّام كان من أبرزهم الشهيد القائد عدنان الغول (أبو بلال)، والشهيد القائد نضال فرحات والشهيد القائد تيتو مسعود، وآخرون من الشهداء تمنعنا الضرورة الأمنية عن البوح بأسمائهم، فيما نتحفّظ على أسماء العديد من القادة والجنود المجهولين الذين لهم الدور المهم والبارز وما زالوا على قيد الحياة.
العقبات والصعاب:
وبحسب بيان القسام: فقد واكب المراحل الأولى من البحث عن الوسائل والمواد المتفجرة لتطبيق تلك الفكرة الكثير من العقبات والصعاب، تمثّلت في عدم توفّر المواد اللازمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة مما حدا بالمجاهدين الأبطال إلى الاعتماد على الذات في صناعة كافة المواد اللازمة لمتطلبات الصاروخ.
صاروخ قسام1:
وجاء في البيان: بعد تخطّي كافة العقبات وإجراء التجارب العديدة فقد توصل المجاهدون الأبطال إلى الشكل النهائي لصاروخ قسّام 1 وقد كان على النحو التالي: قطره 60 ملم، طوله 70 سم، ويحمل رأساً متفجراً زنة واحد كيلوجرام، ويصل مداه إلى 2 كيلومتر. صاروخ قسام 1 المطوّر: وبحسب بيان القسام: تم عقب ذلك تطوير صاروخ قسّام 1 ليصبح على النحو التالي قطره 90 ملم، طوله 55 سم، ويحمل رأساً متفجراً زنة 4 كيلوجرامات، ويصل مداه إلى 3 كيلومترات.
صاروخ قسام 2:
وورد في بيان كنائب القسام: انه في إطار الارتقاء المستمر والمتواصل إلى الآن في إنتاج وتطوير صواريخ القسّام، فقد عمد مجاهدو كتائب القسّام على إنتاج صاروخ قسّام 2 وقد كان على النحو التالي: قطره 114 ملم، طوله 190 سم، يحمل رأساً متفجراً زنة 10 كيلوجرامات، ويصل مداه إلى 6 كيلومترات.
صاروخ قسام 2 المطوّر:
وبحسب البيان تم عقب ذلك تطوير صاروخ قسام 2 ليصبح على النحو التالي: قطره 114 ملم، طوله 130 سم، ويحمل رأساً متفجراً زنة 8 كيلوجرامات، ويصل مداه إلى 9 كيلومترات.
وبحسب بيان كتائب الشهيد عز الدين القسام: هذا ما سمح بنشره، نقف عند هذا الحدّ من الإعلان.
وأضاف البيان نترك للأيام القادمة أن تظهر ما لدى كتائب القسّام من إبداعٍ وتطوير تمنعنا الضرورة الأمنية من البوح به الآن.
سقوط أسلحة دولة الاحتلال:
وبحسب بيانات وتقارير صادرة عن حركة حماس وجناحها العسكري، كتائب القسام، فإن ثلاثة أسلحة لمنع إطلاق صواريخ القسّام على البلدات والمستوطنات اليهودية سقطت من أيدي قادة الاحتلال، وترى تحليلات إسرائيلية متطابقة أن السلاح الأول تمثّل في العدوان على شمال قطاع غزة، والثاني قصف الورش الصناعية في قطاع غزة، والثالث منظومات الإنذار الأمنية داخل المستوطنات والبلدات اليهودية.
وقد أثارت العملية الصهيونية الأخيرة شمال القطاع ردود أفعال غاضبة داخل دولة الاحتلال، خاصة أن الحلّ العسكري في منع إطلاق الصواريخ أثبت فشله سابقاً.
فقد أقرّ وزير القضاء الإسرائيلي، (يوسيف لبيد)، أن العملية العسكرية الواسعة في شمال قطاع غزة لن تستطيع منع إطلاق صواريخ (القسّام).. وأضاف لبيد: لسنا قادرين على وقف إطلاق صواريخ القسّام حتى لو دخلنا إلى داخل جباليا، لذلك يجب تحصين أسطح المنازل في (سديروت)، وأنا أعني ذلك بمنتهى الجدية).
وأشار لبيد إلى أن العملية الإسرائيلية من شأنها أن تزيد من الخسائر البشرية وتزيد من حجم الدمار في الجانب الفلسطيني وستجلب إلى الكيان التنديدات الدولية.
وتابع الوزير الإسرائيلي، يقول: إن الدخول إلى جباليا لن يمنع سقوط الصواريخ، وكلّ ما يجب عمله هو تقوية (سديروت) من ناحية اجتماعية ومن جهة الموارد، تماماً كما حصل في (كريات شمونة) المحاذية للبنان، ويجب رفع مستوى المعيشة فيها بالإضافة إلى تحصين أسطح المنازل. من جانبه أعرب رئيس بلدية (أسديروت) إيلي مويال عن استغرابه الشديد من قصف بلدته في وضح النهار، وخلال توغّل الجيش الصهيوني في شمال قطاع غزة، الذي يتمّ منه إطلاق صواريخ (القسّام)، ما أدّى إلى مقتل إسرائيليين وإصابة 26 آخرين. وقال مويال: لم نكن نعتقد أنه في الوقت الذي يكون فيه الجيش في بيت حانون ستقع مثل هذه التراجيديا.
مخاوف إسرائيلية من امتلاك المقاومة الفلسطينية مضادات الطائرات
هذا وتزداد المخاوف لدى جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من إمكانية امتلاك فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وخاصة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) صواريخ مضادة للطائرات.
ونُقل عن متحدث باسم المخابرات العسكرية لإذاعة الجيش الإسرائيلي، قوله: إنه منذ عدة سنوات والفلسطينيون يعملون على تهريب صواريخ مضادة للطائرات عبر الأنفاق من مصر، ولم تصل أي معلومة استخبارية دقيقة إلى جهاز الأمن العام الإسرائيلي عن وجود صواريخ كهذه، من طراز (سترلا)، لكن التقديرات لدى جهاز الاستخبارات يشير إلى إمكانية وجودها.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر يوم الاثنين، الموافق 25 - 10 - 2004م عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير، قوله: إن فرضية العمل لدى جهاز الأمن هي أن مثل هذه الصواريخ موجودة لدى الفلسطينيين في القطاع، وأن سلاح الجو يتصرف بموجب ذلك.. مضيفا: لذا فإن المروحيات القتالية الإسرائيلية تطير في مستوى طيران عملياتي يهدف إلى عدم تعريضها للخطر في سماء قطاع غزة، على نمط الطيران الذي درجت على تنفيذه في الماضي في سماء جنوب لبنان. وبحسب المصدر العسكري الإسرائيلي الكبير: لهذا لا يهبط كبار الضباط الإسرائيليين في زياراتهم لقطاع غزة بالمروحيات بل في المهابط الموجودة على مقربة من البلدات المجاورة للخط الأخضر، خارج قطاع غزة، ومن ثم ينتقلون للقطاع عن طريق البر، وفي سيارات مصفحة ضد الرصاص والقذائف.
هذا ويرى مسؤول قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي أن لإسقاط طائرة إسرائيلية مغزى معنوياً مهماً، فالقوة الجوية تعتبر مجالاً نملك فيه التفوق الواضح والمطلق، وتوجد مصلحة فلسطينية في إضعاف هذا التفوق.
وفي هذا السياق، يرى البروفيسور الإسرائيلي، غولن غولد، المتخصص في الشؤون الإستراتيجية وصاحب كتاب (إستراتيجية الحرب والسلام بعد أوسلو) أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وحماس خاصة لديها توجه لتطوير قدراتها العسكرية حالياً ومستقبلاً. وأكد البروفيسور الإسرائيلي أن ذلك يأتي بسبب نظرتها للصراع الذي لا تراه في هذه المرحلة آنياً وإنما تشعر أنها في صراع طويل الأمد مع إسرائيل حتى بعد انسحابها من قطاع غزة، وهذه النظرة تعتمد على البعد الايديولوجي.
ولم يستغرب البروفيسور الإسرائيلي أن تبحث هذه المنظمات وخاصة حركة حماس عن صواريخ ضد الطائرات وعابرة للقارات أيضا حسب زعمه..!! وفي تعقيب على هذه التصريحات والتخمينات الإسرائيلية، شدد، مشير المصري، الناطق الإعلامي باسم حماس، على أنه في ظل الحرب الشعواء التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ورجال المقاومة ويستخدم فيها كل الأسلحة المتطورة والصواريخ وطائرات الأباتشي، فإنه من حق المقاومة أن تدافع عن نفسها بكل ما تملك من قوة ووسائل في متناول يدها؛ معتبرا أن صواريخ القسام وتطويرها هي رد من حماس على صواريخ الأباتشي. وأضاف المصري، يقول: إن الاجتياحات وقتل الفلسطينيين الآمنين فرضت على حماس وجناحها العسكري العمل على امتلاك ما تستطيع من أسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدى، سواء كان ذلك عن طريق التصنيع المحلي أم التهريب؛ مشيراً إلى أن ذلك يشكل قوة رادعة تهدف إلى عرقلة الاجتياحات الإسرائيلية، ولكن المصري رفض الإجابة عما إذا كان لدى حركته صواريخ ضد الطائرات.
|