الليل يا حسناءُ منك وسيمُ
والجودُ فيه لراحتيك نديمُ
يكسوك ربك من نداه ونبله
حللاً بها غررُ الزمان تهيمُ
يا دارة تختالُ في عليائها
ويقودها للمكرمات عظيمُ
في كل إثنين يحل بأفقها
زهر كواكبُ تزدهي ونجومُ
هذا فتى نجد توسد حضنها
من حوله مهج الحضور تحومُ
تهدي إليه التهنئات نقية
ما شاب عفتها قذى وكلومُ
قالوا ( الحقيل) فقلت بل هو جنة
شهدت حقول فضله وكرومُ
يا نجل مجمعة الفتون تحية
يسرى بها نادي الجناح نسيمُ
لك في سدير خيمة قبلاتها
الشيحُ والحناءُ والقيصومُ
أنا يا رفيق الحرف أعبر عالماً
العدلُ فيه الظالم المظلومُ
أني رحلتُ فكل باب موصد
فكأنني في أسرتي المشؤومُ
لم أدر ما طعمُ اللذاذة في الهوى
إن الليالي للفقير خصومُ
أنا ذلك الثرثار روضُ نثيره
قفر وحلو قريضه زقومُ
لامال يرقصُ في يدي أهديكه
لكن ودي صادق وسليمُ
أنت الصدوقُ نصيحة ومودة
ولأنت إن عز الكرامُ كريمُ
طف بالعروس فحبها عبر المدى
بين الحشاشة والضلوع مقيمُ
أشذاؤها عطرية نسماتها
فيها سلو يانع ونعيمُ
واقصص على أهليك من أخبارها
ما شئت إنك بالحجاز عليمُ
أرض تضوع مرؤة وشهامة
أم لكل المنجزات رؤومُ
نجشو نقبلها هوى وصبابة
ونغوص في أضوائها ونعومُ
يا سيدي قل للذين تثاءبوا
النومُ في حجر الضياع ذميمُ
والصمت جرح في الضمائر غائر
والأمنيات مصائد وسمومُ
إن الذي لم تقرؤوه محرراً
في قبضتي صور له ورسومُ
طفل أتى الدنيا يجر همومها
ركب المنايا والطريقُ جهومُ
ما زال يرضعُ إصبعيه من الطوى
ويصارع الأحداث وهو يتيمُ
في يوم مولده تنمر عصره
واستنفرت غصص له وهموم
قتلت أباه وأمه وتجاهلت
من لا يبارك ظلمها ويلومُ
وتساءل المولود عن جد له
تاريخ أمته به موسومُ
عجز القياصرة الألى ائتمروا به
فالنصر خلف ركابه مأمومُ
أحفاده حملوا المشاعل حرة
ومشوا وحمل التضحيات جسيمُ
حزموا الحقائب للرحيل فما لهم
من مطلب إلا الردي المحتومُ
لا خير في أمم إذا لم تحمها
همم تصون كفاحها وعزومُ
يا سادتي إنّا لفي زمن به
سيف العدالة في الخطوب نؤوم
مارد كيد المعتدين لأنه
صدئ وجد شياته مثلومُ
وغزا الشقاق قلوبنا فاحتلها
والخلف داء في الحياة وخيمُ
وتقيحت كلماتنا فإذا بنا
عن كل أسباب الكلام نصومُ
فالنثر أسرف في المجون وما ارعوى
والشعر من علل الحروف سقيمُ
عذرا إذا لم يسم بي في ليلتي
شعر هو الهذيان والتهويمُ
فلقد عجبت لمن يزاحم كي يُرى
في ساحة الشعراء وهو عقيمٌ
لاشعر يحسنه ولا نثر وفي
كلتا يديه طلاسم ورجومُ