* بريدة - معاذ السحيباني:
الطالب الجامعي.. تلك الشخصية التي وقفت في مفترق الطرق تعيش الازدواجية في وقت واحد، كم هي مسكينة تلك الشخصية.. تلك الشخصية التي تعبر منعطفا حاداً في مسار زمانها الطويل، ورحلة عمرها الجميل والعسير في الوقت ذاته، وتلك الشخصية التي تمنحك صورة الكبرياء والشموخ حين تقف أمام القادم بدعائم الايمان ثم الصبر والاستعداد للقادم بأسلحة العلم النافع والفكر النير والثقافة المنيرة والمعرفة المفيدة تعلن لغة التحدي، وترسم الوصول الى المعاني، وبلوغ الأهداف السامية والغايات النبيلة والثمرات اليانعة الشريفة في بساتين الحياة وحدائق الزمن تحقق ذاتها، وتبني كيانها، وتثبت فاعليتها وتعي دورها ومسؤوليتها وتعلن وجودها بين الآخرين، وترسم طريقها بين صفحاتهم بعزيمة واقتدار وهمة وجهد وكفاح، ولكنها في نفس الوقت تواجه هموماً تحمل رائحة الألم والانزعاج، وإذا ما أردنا ان نقف على عجالة مع تلك الهموم، لطال بنا الحديث وربما استوقفتنا الوقفة الواحدة وقفات أخرى ووقفات.
فمن هموم الطالب الجامعي: الهم الاقتصادي وما يعانيه الطالب الجامعي من متطلبات واحتياجات مالية اثناء دراسته الجامعية لتغطية نفقاته الشخصية الذاتية، ويتبعها النفقات العلمية التي تتطلب شراء المقررات والكتب والمراجع والمذكرات واستعارة المجلدات، وأجور المواصلات والاقامة والمسكن وخلاف ذلك من احتياجات الطالب الذاتية البحتة، لا سيما انه أصبح في نظر الأسرة رجلاً قادراً على الاعتماد على النفس، وشق طريقه في مضمار الحياة، فعلى عاتقه تقع مسؤوليته.
ومن هموم الطالب الجامعي أيضا الهم الوظيفي وهذا الهم هو الأخير في سطوري القلائل إلا أن له من الأهمية بمكان مع الدراسة الجامعية والتخصص المختار من قبل الطالبة نفسه؛ ففيه يربط الطالب بين قدراته وامكاناته وبين متطلبات سوق العمل من حوله كي يوازي ويوائم بين هذه وتلك، ويشرع على ضوء ذلك في اختياره ودراسته الجامعية، وأثناء تلك الدراسة على مدار سنواتها وأمامها يضع هذا الهم نصب عينيه بين الفينة والأخرى، وفي رواحه ومجيئه، كي لا يضيع التعب سدى، والمجهود هباء.
|