Monday 15th November,200411736العددالأثنين 3 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الرئة الثالثة الرئة الثالثة
عِيديَّات!
عبدالرحمن بن محمد السدحان

(1)
* مُبارك العيدُ.. يا وطني.. يا أعزَّ الأوطان، ومبارك أنتَ ياوطني.. في كلِّ موسِمٍ وآنٍ.. ودعَاء إلى المولى العليّ القدير أنْ يحفَظَك من كلِّ سوءٍ، وأن يصُونكَ من كل أذى، وأن يبقيك لنا حصْناً آمناً مُطمئناً.. يعمرُك الخيرُ، ويسُودُ بك الحب والأمنُ والعَطاَء!
(2)
* يَسْألُونني عن العيد..
* قلت: هو فرَحة تغرِّد فوق أغصَانِ القلوب..
* وهو ابتسامة تشرق على شفاه النفُوس..
* وهو بحَْرٌ من المودَّة والتواصُل والتسَامح..
* وهو (مناسبة) تتعانق على ضفافها الأرواحُ جذلة بضَوْع الإيمان والمحبة والفضيلة.
* العيد عندي، باختصار شَديد, هو كلُّ تلك الفضائلِ.. مجْتَمعة!
(3)
* كلمّا حلَّ بسَاحتنا عيد.. عَادتْ بي الذكرى إلى ما سَلف من عُمْري.. أطْيافاً.. وأشْخاصاً ومواقف!
* أتذكّر بعودته منْ كانُوا معي أو كنت معهم.. بين وليِّ وحميم..
* أتذكرُ رجالاً ونساء من أهلي.. افْتَرشوا قلبي حباً.. ثم حَمَلهُم (قطار) الأجَل في رحلةِ الأزَل.. إلى يوم يُبعثوُن بإذن الله مع الصدِّيقين والأبرار.
***
* أتذكر سيدي أبي.. (عزْوتي) وقدوتي الذي منحني من وجوده.. جوداً ووُجوداً!
ومن جذوة روحه قَبَساً من الإيمان والثّقة والطّموح.. ومن تجربته الفَذّةِ نفحةً من العبَر.. أتذكرُ سيدي الوالدَ رحمَه اللهُ... الذي وَهَبني شرفَ الاسم والهوية والحسَب.. وإنَّه شَرف لو تعلمُون عَظيمٌ
***
* أتذكَّر في العيد.. وكلَّ عيدٍ سيّدتي ومعلَّمتي ونبعَ الحنَان الذي لم ينْضُب، والدتي رحمها الله.
* علَّمتني الكثيرَ.. وتعَلّمتُ منها الكثير.. كانت (أستاذتي) في (فنّ) الإدارة.. قبل أن أقرأ من عِلْمها حرفاً، ولذا، أشرف بوضْع صَورتها في مكتبي حيثما حللت!
* حاولتُ قدر ما استطعت أن أكونَ باراًّ بها في حياتها.. كما علمّني ذلك قرآننا العظيم.. وكانت- رحمها الله- تغدْق عليَّ سَحائب دعائها حتى آخر لحظةٍ من حياتها، وذلك فضل من الله أنعمُ به حتى آخر يوم من عمري!
***
* رغم ذلك، أشهد بالله أنني مهما فعلتُ بِرّاً بوالدتي، فلن أجزها من البرِّ عشر ما فعَلتْ، حتى لو زَرَعْتُ أطرافَ الأرض لهَا بِراًّ وعطاءً!
* نعم... لقد كان برُّها بي يَرْجَحُ بمراتب العطاء!
(4)
* (يا أهل الخير.. وطنكم أولى بخيركم).. دَعْوةٌ مخْلصَة أطلقتها قبل حين.. وأكرّرها اليوم قائلاً:
*إن كلَّ محبَّ للخير، وكلَّ فاعل له.. وكلَّ عامل في سَبيلِهِ ومحْتسِبٍ لأجْره، لابدَّ أنْ يَزْهُوَ بتَظاهرة الخير في هذه البلاد، ويتمنَّى مخْلصاً المزيدَ منه، براًّ بمَنْ يستحقُّ البِرَّ من أهْلنا.. وتكْريماً لمبْدأ التَعاوُن المنْشُودِ على البرِّ والتَّقوى!
***
* إنَّ لنا أهلاً.. في شمال هذه البلاد وجنوبها.. وشرقها وغَرْبها, وَوَسَطِهَا وأطْرافِها لهم أوْلى من غيرهم بقوافِل الخير ورَوَافدِ البرِّ.. ومن ساوره الشكُّ فليسَأل جمْعِيّات البرَّ في طُول البلاد وعَرْضها, وليسأل الجهة المخْتَصة في وزارة الشئون الاجْتماعية. ولقد ضَربَ لنا سيدي وليُّ العهد- أيّده الله-، المثل الأعلى قبل نحوْ عامٍ.. حين زار بنفسه (حواري) الفقر في مدينة الرياض.. حاثًّا بذلك أهل الخير.. على فعل الخير لمصلحة ابن هذا الوطن!
***
* لقدْ بذلْنا من المال أرتالاً في أكثر من بقعة خارج الوطن، نبتغي بذلك الأجر والثواب من عند الله، فلم نجن في بعض المواقف والأمصار سوى (أحاديث الإفك) تشكِّك في نوايانا.. وتتهمنا بسوء الظنِّ دعماً للإرهاب الخبيث.
* وهناك في بعض أطراف الأرض من (اختطف) مطايا البّر التي سقناها رعاية للفقير واليتيم والسائل والمحرُوم.. لتتحول بعد حين إلى (طُعْمٍ) وطعام لمجرمي القيم والضالين من النّاس!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved