أحب (الجزيرة).. الجريدة حتى العنف..
وأتعاطف معها حتى في اشد الظروف قسوة.. وأحزن حتى درجة الألم حينما أجدها متعثرة..!
دوما.. أجد في نفسي شعوراًَ عاطفيا غريباً نحوها..حتى أحسها أحيانا (ليلاي)!!
ولما دعاني الصديق خالد المالك لتجديد علاقتي بالجزيرة وممارسة نوع من الترابط معها حاولت أن أبدأ هذه العلاقة وعلى كفي حمامة بيضاء.. إلا أنني (وبصراحة) لم أجد لدي القدرة الكاملة أو الرغبة في ذلك فبمجرد انني تذكرت عبارة ظلت تحفر في أعصابي.. وترهقني (كل يوم ثلاثاء) بدأت أسخن إلى درجة الغليان.!. (جريدة يومية تصدر صباح كل ثلاثاء مؤقتاً)
هذه العبارة رافقت (ترويسة) الجريدة منذ زمن صدورها حتى الآن وقطعت معها كل ذلك المشوار الطويل وكان من المفروض ان لا تستمر طيلة هذه الفترة الزمنية الطويلة.
إنه بالرغم من التزام الجزيرة أمام القراء. وأمام وزارة الإعلام.. وأمام حاجة البلاد الى صحافة حديثة متطورة.. وهي أمور كافية لوحدها لإيجاد التوثب والطموح داخل المؤسسة ولو كانت العقبات المادية والفنية مثيرة وشاقة.. فإن هناك أسباباً أخرى قد تكون بجانب تلك حافزاً مؤثراً وقوياً لهذا الاصدار.
حاجة البلاد الى صحيفة متطورة ناجحة تمثل الاسلوب الصحفي الحديث.. وتواكب الصحافة الحديثة بكل المعاني والأبعاد.. وتكمل النقص الناتج عن تقصير بعض صحافتنا التي توقفت عند نقطة معينة لم تتجاوزها منذ سنوات رغم التطور العظيم والهائل الذي حققته الصحافة في بعض البلاد العربية.. والجزيرة تملك من الامكانات الطباعية والمادية الضخمة ما يفتح لها المجال لاداء واجبها الصحفي على أفضل وجه، وبصورة تتمشى وأسلوب الصحافة الحديثة.
من أولى بديهيات العمل الصحفي في الوقت الحاضر أن اصدار الجريدة اليومية يحقق أرباحا أكبر بما لا يقاس من الارباح التي تحققها الجريدة الاسبوعية لأسباب عديدة منها: ان المعلنين يفضلون عادة نشر اعلاناتهم في الجرائد اليومية.. الشيء الذي يتيح لها مجالا أوسع لأداء واجبها الصحفي والمثابرة على التوسع بالصورة التي تجعلها تواكب ركب التقدم الصحفي.
إن المنافسة الصحفية في كل بلدان العالم ينتج عنها وجود صحافة قوية وجيدة تعكس الجانب المشرق لتطور المجتمع الثقافي والحضاري.. وان الرياض - العاصمة - في حاجة الى أكثر من جريدة يومية لايجاد هذه الروح والتي ستنعكس بالتالي في طريقة الإخراج والتبويب واختيار المادة الصحفية.. ومواكبة الاحداث العالمية.
إنني أعرف مسبقا مدى رغبة أعضاء مؤسسة الجزيرة وتحمس كل أعضاء مجلس الادارة لإصدار الجريدة يومية وقد بذلوا في سبيل ذلك أكثر من عمل جيد وخطوة موفقة.. واستطاعوا تجسيد هذا العمل في شيئين مهمين :
ايجاد مقر للمؤسسة وللمطابع وانشاء بعض المنشآت عليه.. استيراد مطابع حديثة تكفي لاصدار جريدة يومية ناجحة.. وان كان هذا يعود الى حماس مجلس الادارة في المؤسسة إلا أن للأستاذ الصديق فيصل الشهيل أكبر وأوضح البصمات.
إنه لم يبق الا الاقدام على الخطوة الأولى في طريق الصحافة المتطورة.. ونحو الوفاء بالعهد والوعد.. وإنني اثق ان الخطوات الأخيرة التي اتخذتها المؤسسة هي فاتحة الخير.. وبداية المشوار المطلوب.
** أيها الصديق:
قلت لك مرة: إن الصيف كثيراً ما يغير الأشياء.. والصيف هو فصل الرحيل.. والهجرة.. والغربة.. وفصل الموانئ البعيدة.. والمحطات الجديدة.. هو فصل نكتسب فيه صداقات جديدة.. ومعارف جدد.. وننسى خلاله أصحابا رافقونا برد الشتاء وحرارة الدفء..
إنني - كما قلت لك - أكره الصيف لأنني أرفض أن أنسى ساعات لحظاتي الجيدة المليئة بالعطاء الانساني النبيل.
ترى.. أي صيف سيكون هذا القادم.. وهل يغير بعض الأشياء..
|