إن الكثير ممَّن يقفون على عتبة بابكم يومياً هم أولئك المعوزون الذين سُدَّتْ في وجوههم سبل العمل. وكثيراً ما يلاقون الأمرَّيْنِ من جرَّاء إجراء المكتب القاسي. إن مراجعيه غرباء ناهيك عن فقرهم.. فيقوم بإرسالهم بطريقة عشوائية إلى تلك الشركة أو المؤسسة ولا يفكِّر في قُرب المكان أو بُعده.. أفي الملز أو عليشة أو الصناعية أو خريص، وينتهي النهار والمراجع تائه من شارع لآخر يستوقف واحداً ويستفهم ثانياً جرياً وراء الشركة أو المؤسسة، ويعود بخُفَّيْ حُنينٍ حينما تُسارع بملء الفراغ بالاعتذار المفتوح أمامها، هذا إذا قُدِّرَ له أن يلقاها في يومه الثاني أو الثالث. وأعتقد وأجزم أن للفرع سيارةً كبقية الفروع، كان بالإمكان حمل المراجعين عليها وتوزيعهم كما هي الحال في الغربية. كما أنه من المستوجب أن يُقام بجولة تفتيشية على الشركات والمؤسسات؛ حتى يتم بعث المراجع على بيِّنة. فإلى المسؤولين في الفرع أبعث الرجاء وأن يُخفِّفوا على إخوانهم الضعفاء مشاوير النهار؛ ليكونوا مع ذلك أدَّوا الواجب على أكمل وجه، والتوفيق من الله.
المواطن - حمدان علي كوكو |