مع أن جلّ ما كتب في تراثنا عن العيدين الفطر والأضحى هو في مجمله يعنى بدراسة وتأصيل المسائل الفقهية المرتبطة بالعيد مثل صلاة العيد أو زكاة الفطر أو أحكام الأضحية إلا أن هذا التراث العظيم لم يخل من إشارات مهمة ولطيفة تخدم الباحث في جوانب أخرى غير ما ذكر.
فالدراسات التراثية عن الأعياد لم تخل من إشارات اقتصادية واجتماعية وأبحاث أخرى لها علاقة بصور الاحتفال المشروع في الأعياد وصفته وأشكاله، فمما يميز تراثنا أنه شامل لكن بطبيعة الحال تكون بعض الموضوعات لها حضور أكبر من موضوعات أخرى وهذا أمر طبيعي، بل مطلوب لأن الجوانب الفقهية والتعبدية يجب أن تحظى في مثل هذه المناسبة بشيء من التركيز أكثر من غيرها.
لكن من المهم على الباحثين في التاريخ والمهتمين بتسجيل الممارسات الشعبية في الأعياد أن يتأملوا في هذا التراث ليستخرجوا (المنطوق والمفهوم) من هذا التراث في تخصصاتهم. وتسجيل ما يتعلق بالعيد، كما لا يخفى على القراء الكرام أن ما وصل إلينا على صورتين:
الأولى: مؤلفات مستقلة تهتم بموضوعات العيد حصراً؛ وقد حفلت الوراق في هذا العدد بذكر جملة منها ما بين مطبوع أو مخطوط.
الثانية: أن تكون المعلومات المتعلقة بالعيد ضمن كتاب ضخم أو موسوعة علمية شاملة ككتاب فتح الباري مثلاً للحافظ المؤرخ ابن حجر العسقلاني في كتابه الكبير (فتح الباري شرح صحيح البخاري).
وفي كل من هاتين الصورتين تسجيل مهم يخدمنا جميعاً مهما كان مقصدنا في البحث والقراءة والاطلاع على العيد السعيد.
وهنا أليس من المهم ألا تكون ثقافتنا عن العيد ثقافة شفهية فقط (!؟).
أليس من المهم أن يكون هناك ما تقرؤه ونطالعه عن هذه المناسبة التي يحتفل بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
وكل عام والجميع بخير
للتواصل: فاكس - 2092858
|