في عدد الجزيرة 11701 كتبت الأخت فاطمة العتيبي في زاويتها (نهارات أخرى) تحت عنوان (مسلسل ممنوع دخول الرجال) وذلك عن مشروع توجه وزارة الصحة لإقامة مستشفيات خاصة بالنساء مائة بالمائة لكن الكاتبة - هداها الله - لم يعجبها هذا التوجه من وزارة الصحة فانبرت تنتقد الوزارة في مشروعها وهو لم يظهر بعد، تريد وأده في مهده.
ولا أدري لماذا تصاب الكاتبة بالدهشة؟ وهل هذا أمر مستغرب على وزارة في بلد مسلم يحكم كتاب الله وسنة رسوله في جميع شؤون حياة مواطنيه؟
وأريد أن أسال الكاتبة: هل (مسلسل ممنوع دخول الرجال) هل هذا المنع أيتها الكاتبة من قوانين البشر التي يمكن فيها التعديل والتبديل والإضافة والحذف أم أن هذا المنع هو أمر إلهي والله أعلم بمصالح عباده فرضه لحماية المرأة المسلمة من أن تصل إلى ما وصلت إليه المرأة غير المسلمة من الفساد والانحلال وهذا الأمر الإلهي لا يمكن رده
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ}.
ومن المعلوم لكل ذي بصيرة أن الاختلاط بين الرجال والنساء محرم شرعا وهو سبب في انهيار الأخلاق وخراب البلاد ولهذا حرم الشرع الأسباب المفضية إلى الاختلاط فحرم الدخول على المرأة الأجنبية والخلوة بها وحرم سفر المرأة بدون محرم وحرم دخول الحمو كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت) وحرم الشرع أيضا مس الرجل للمرأة الأجنبية ومصافحتها والنظر إليها وأمر بغض البصر{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ}، فهل يعجبك أيتها الأخت الكاتبة الاختلاط القائم بين الطبيب والطبيبة والممرض والممرضة والخادم والخادمة وقد يخلو أحدهما بالآخر في مكان العمل.
ثم إن مقارنة الكاتبة بين التقصير الوارد وهو يحصل في أية وزارة في بعض المرافق الصحية هل يعتبر أمرا مبررا وكافيا في نظرها لإلغاء فكرة إنشاء مستشفيات خاصة بالنساء إلا أنها مقارنة غريبة تفتقد للمصداقية؟
وهل عدم اكتمال مرافق وزارة الصحة شرط مقنع لعدم افتتاح مستشفيات خاصة بالنساء كما ترى الكاتبة؟ أليس هذا شرط تعجيزي ولماذا كل هذا التحامل والاستغراب من الكاتبة والأردن يوجد به مستشفى خاص بالنساء وكذا مصر ألسنا أولى بتطبيق مثل هذا المشروع؟ ولماذا تحرمين أخواتك من هذا التوجه السليم لوزارة الصحة بل إنها أمنية الكثيرات من أخواتك ولو أجري استفتاء حول هذا الموضوع لصوتن بنعم للمشروع ولذهب اعتراضك في مهب الريح.
والأخت الكاتبة تقول في لجنة الحوار الوطني إنها سمعت بحكاية المستشفيات النسائية وفي نظر الكاتبة أن مثل هذه المشاريع الخيرة التي تتبناها وزارة الصحة حكاية وقصص جداتنا مع أحفادهن وكما تقول الكاتبة إنها ردت بالرفض على المنادين بإنشاء مستشفيات خاصة بالنساء وأنها لن تدخلها نكاية بها.
أقول: يا أختي لا تعرقلي مسيرتنا إلى الأفضل ولا تكوني حجر عثرة في الطريق الصحيح أما عدم دخولك هذه المستشفيات الخاصة فلا يعني صحة ما ذهبت إليه ولا مدى موافقته للشرع فأنت حرة فاذهبي إلى المستشفى الذي تريدينه لكي لا تكوني كمن يضع حجرا في الطريق السليم فتحرمي من يردن الحشمة والعفاف.
أما طرح الكاتبة فرضيات الدوام في هذه المستشفيات الخاصة التي تعتبرها عقبات كؤود تحول دون تحقيق هذا المطلب فهي فرضيات لا تصمد أمام من يحسن النية ويعمل لهدف نبيل.
ومن المعلوم أن دوام الطبيب والطبيبة لا يتجاوز ثمان ساعات في اليوم والليلة فليس هناك دوام مؤبد فمن الممكن أن يكون دوام هذه المستشفيات نهارا وهذا مما ترحب به كل طبيبة لأنها في الليل تحب أن ترجع إلى بيتها وتتفرغ لأولادها وزوجها وحتى لو ناوبت الطبيبة ليلا في هذا المستشفى فلا ضير عليها بل إذا كانت هناك حالات طارئة ومحرجة فهناك مستشفيات أخرى خاصة وعامة.
وتتساءل الكاتبة: هل سيسمح للزوج بمرافقة زوجته عند دخول مثل هذه المستشفيات نقول: ما دامت هذه المستشفيات خاصة بالنساء فلا داعي لدخول الرجال مع زوجاتهم لأن المحذور الشرعي قد انتفى في هذه الحالة وهو خلوة المريضة مع الطبيب فهي لا تحتاج لمرافق.
أما الرجل فلن ينتظر زوجته كما ترى الكاتبة (كأنه عند قصر أفراح)، فهناك وسائل اتصال قضت على هذه المعوقات المصطنعة.
وترى الأخت الكاتبة أن نية وزارة الصحة إنشاء مستشفيات خاصة بالنساء كمن يقوم بالنفل ويترك الواجب.
عبدالله بن سليمان القحطاني
بريدة |