لقد شد انتباهي التقرير الذي أعد للبحث عن قضية التجمعات الشبابية والذي نشر في زاوية تحقيقات بجريدة الجزيرة ليوم الخميس 14 - 9 - 1425هـ العدد (11718) فكانت مني هذه المشاركة حول هذا الموضوع.
النفس البشرية بطبيعتها ميالة إلى البساطة وطلب الراحة والبعد عن المشقة، فقد ذكر علماء النفس أن الترويح عن النفس مطلب لابد منه وهو من لوازم استقرار الحياة السعيدة، ولأن طبيعة الحياة العصرية تتطلب ذلك. عند إذ كان لابد بالبحث عن سبل الراحة والتي كان منها اختيار المواقع الملائمة لايجاد المناخ المناسب لتحقيق الراحة وتوفير السعادة، فكانت ظاهرة الاستراحات وانتشار المنتجعات بأقل كلفة وأيسر مؤونة. والاستراحات يكسبها خاصيتي الجذب والتأثير فكان لها هذا الحضور وتلك الشهرة، فلا تكاد تخلو مجموعة شبابية إلا ولها مواعيد لقاء في إحدى الاستراحات المنتشرة في كل مكان، وأصبح من الضروري عندهم ارتيادها لتكون ملتقى ومحضناً يجتمعون فيها بين الفينة والأخرى، ويزعمون أنها الملجأ الوحيد والمفر من صخب الحياة والروتين اليومي، بل يزعمون أنها المفر من المشاكل الزوجية، هذا إن كانوا متزوجين، إما إن كانوا غير متزوجين فلا تسل عن سبب هروبهم من البيوت، فالبعض يقول اذهب إليها بسبب تسلط والدي الذي يفرض قيوده ويكثر أوامره الشاقة والتي تزعجني وتكدر عيشتي وبالاستراحة أجد الأصدقاء مع توفير سبل المتعة فيها. والبعض يقول أجد فيها الحرية المطلقة أما في البيت فأجدني مقيداً ممنوعاً من تصرفاتي.
وثمة خلل في التربية والتوجيه نتجت عنه هذه المفاهيم الخاطئة والسلوكيات المرفوضة ولم تظهر مثل هذه السلوكيات لدى بعض الشباب إلا لما فقدت القدوة الصالحة وحل محلها القنوات الفضائية التي تزرع في داخل الشباب والجيل الجديد تصورات فاسدة تجاه الحياة ومعطياتها.
وذلك لبعد الرقيب وضعف الوازع الديني عندها كان لابد من اصلاح أوضاع الاستراحات وما فيها. إما بالتوعية الصحيحة بكيفية استخدامها والاستفادة منها من خلال وسائل الاعلام المتنوعة أو وضع نظام خاص لاستخدام الاستراحات من خلال جهات مسؤولة عن ذلك.
وهناك صور مشرقة لبعض مرتادي الاستراحات والمنتجعات المحلية وذلك بالاستخدام الأمثل لها حيث يجمعون بين المرح والتسلية وبين إقامة أواصر المودة من زيارات عائلية، وصلة للأرحام، ومناسبات أفراح.
وظهور هذه الاستراحات بهذه الكثرة والانتشار لتوجب الشكر لله حيث وجد الناس فيها التوسعة والاستجمام وقضاء الوقت بما يفيد.
عبداللطيف بن ابراهيم آل غضية/ بريدة
|