Sunday 14th November,200411735العددالأحد 2 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

الشيخ ابن حميد: منهج الإصلاح عمل مدروس و لا يكون إلا في قوة الحكم واستقامة العدل ونزاهة القضاء الشيخ ابن حميد: منهج الإصلاح عمل مدروس و لا يكون إلا في قوة الحكم واستقامة العدل ونزاهة القضاء
خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني أدوا صلاة العيد في المسجد الحرام مع جموع المسلمين

  * الرياض -الجزيرة - مناطق:
أدى المسلمون صباح أمس صلاة عيد الفطر المبارك في مختلف أنحاء المملكة بعد أن من الله عليهم بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه.
وقد توافد المصلون على مصليات العيد والجوامع والمساجد التي هيئت للصلاة في مختلف مدن وقرى ومراكز المملكة منذ الساعات الأولى من صباح أمس لأداء الصلاة.
وشهد الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة كثافة في عدد المصلين الذين توافدوا اليهما.
ففي مكة المكرمة أدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين اكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به.
وقد أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
كما أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين دولة رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري وكبار ضيوف خادم الحرمين وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وجموع غفيرة من المسلمين وقد أم المصلين معالي رئيس مجلس الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبد الله بن حميد الذي القى خطبة أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عز وجل والتأمل في الأحوال والنظر في العواقب فالسعيد من لازم الطاعة ورفع أكف الضراعة والعاجز من ركب سفينة التسويف والتفريط والاضاعة فمن اتقى المحارم فهو اعبد الناس ومن رضي قسمة الله فهو أغنى الناس ومن أحسن الى جاره كان مؤمنا ومن أحب للناس ما أحب لنفسه كان مسلما.
وقال معاليه: حق لأهل الاسلام ان يفرحوا بعيدهم فلهم في هذا فرحتان فرحة الفطر وامتثال الأمر وفرحة الأمل بحسن الجزاء وعظيم الأجر.
وأضاف يقول: ايها المسلمون لقد ازدهرت صناعة المشاريع الاصلاحية في أغلب الأقطار الاسلامية بسبب الأزمات المتتالية والابتلاءات النازلة والأحوال المتقلبة وبسبب طروحات من الداخل والخارج ومن المسلم به لدى كل عاقل ان الاصلاح ان لم يكن من الداخل فهو مسخ للهوية وذوبان للشخصية وارتماء في أحضان الآخرين ليس من العقل ولا من الأمانة ولا من الديانة ان يخطط مخطط أو يرسم راسم منهجا اصلاحيا مغفلا طبيعة أمته ومركزها ومكانتها بل لا يمكن ان ينجح اصلاح ما لم ينسجم مع مبادئ الأمة وثوابتها وأصالتها.
وأكد صالح بن عبد الله بن حميد ان الاصلاح والتغيير هو عمل منظم مدروس يستهدف شحذ عبقرية الأمة ودفعها الى الابداع والتجديد والاعتماد بعد الله عز وجل على ذاتها منطلقة في ذلك من دينها وعقيدتها متجهة نحو الاكتشاف وبناء الأجيال متكيفة مع المتغيرات والمستجدات في توظيف صحيح لامكاناتها ومعطياتها كما يجب ان ينطلق الاصلاح من رؤية واضحة للحاضر والمستقبل وفهم عميق للواقع المتغير لتنشأ الأجيال منسجمة مع متطلبات عصرها متماشية مع المتغيرات محافظة على مقومات الأمة وقيمها.
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام انه يجب الحذر من ان يكون هناك انفصام بين الاصلاح والحياة أو انفصال بين مطالب الحياة ومحتوى الاصلاح فلقد خفقت كثير من الأجيال حين تعرضت لاصلاحات مخفقة فاشلة قام بها فاشلون أو متطفلون كانوا في واد وطبيعة الأمة وطموحاتها ورغباتها وآمالها ووحدتها في واد آخر فلا على الأصيل حافظوا ولا من الجديد استفادوا وانتجوا وملؤوا العقول بثقافات دخيلة وخدروا الضمائر بأمان مضللة وثبطت العزائم بخيبات أمل متتالية حتى بدا الشعور لدى الأجيال بالاحباط وحتى صاروا يشكون في قدراتهم ومواهبهم وضعفت ثقتهم في أنفسهم.
وتطرق الى بعض الخطوط في سبيل الاصلاح كما يرسمها بعض أولي العلم والرأي مشيرا الى ان أول مايجب التوجه اليه وتأكيد ثباته وضرورة الاستمساك به ورسوخه وترسيخه بيان غاية الانسان في هذه الحياة وحقيقة وجوده وهذه الصورة عند أهل الاسلام واضحة كما وردت في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}.
وأوضح ان من خطوط الاصلاح النظر في الديار والأوطان وحبها والانتماء اليها والدفاع عنها وان هذا أمر مقرر في ديننا بصورة لا لبس فيه ولا غموض مشيرا الى ان العلاقة بين المسلمين وغيرهم مرتبطة بأمرين أساسيين الدين والديار فهما محور تحديد العلاقة سلبا وايجابا كما ان من خطوط الاصلاح الكبرى عدالة الحكم وحماية الحقوق وسيادة النظام وكف الظلم ورفع المظالم ونزاهة القضاء مؤكدا ان ترسيخ العدل بنظمه ومبادئه هو تجسيد لمبادئ المجتمع في الحقوق والواجبات.
وأكد الشيخ بن حميد ان منهج الاصلاح لا يكون إلا في قوة الحكم واستقامة العدل ونزاهة القضاء والصراحة والحزم وايصال الحق لمستحقه وكف المتطاولين على العدالة وردعهم وزجرهم ومجازاتهم.
ومضى الشيخ صالح بن حميد يقول ان من خطوط الاصلاح الكبرى الفكر الحر والتفكير الحر وان العقلاء والحكماء يؤكدون على انه لا خوف من الفكر الحر والتفكير الحر لأن كل تفكير حر سوف يصل الى الحقيقة وان حرية الفكر هي أعمال العقل المخلص المتجرد في البحث والنظر واستخلاص النتائج وفهم النص مع استكمال ادوات العلم والمعرفة وفي أجواء حرية الفكر والتفكير ينبغي للمسلم عامة وأصحاب الفكر والرأي والثقافة خاصة ان يتحروا الحق ويطلبوه ويلتزموه ولا يعتقدون انه حكر على عالم أو فئة أو طائفة وحينما يتمتع الفكر بالقوة والحكمة مع حسن الديانة فانه يقدم ما عنده ويستمع الى ما عند الآخرين بعدالة وصدق وتجرد.
وقال لا يكتمل الحديث عن الاصلاح وخطوطه الكبرى من غير الاشارة الى دور الاعلام بصحفه وقنواته واذاعاته وشبكة معلوماته.. العصر عصر إعلام والدولة دولة إعلام وللاعلام في حديث الاصلاح وزمن الفتن والابتلاء دور عظيم متعاظم في البناء والهدم بل من غير المبالغ فيه اذا قيل ان هناك اعلام فتنة ينهل من فكر متطرف يضرب في ركائز انتماء الأمة ويتبنى دعوة الارتماء في أحضان الأعداء.. اعلام فتنة تساق فيه الأخبار والمعلومات والمقالات والتحليلات المشبوهة التي تضع من رائجة الخبر وليمة تعليقات وتحقيقات وحوارات ومقابلات تختار مشاركيها بانتقائية فجة لتحاكم خصومها من رجالات الأمة وساساتها وعلمائها وقياداتها من أجل حادثة هنا أو اشتباه بوجود مسلم عند الحدث هناك.
وأضاف يقول اعلام فتنة يتبنى الترويج المثير للأكاذيب الخبرية وتلفيق التصريحات المثيرة يزيف الوعي ويفسد الاخلاق ويوقظ الفتن ويستعدي الاعداء على أمته ويسخر من دينها وتدينها ومحافظتها ويسخر من شعائر الاسلام الظاهرة من الأذان والحجاب واللباس واللحى كما يصف هذا النوع من الاعلام كل متدين وصالح بانه متطرف وأصولي وارهابي ويزعم ان عموم الصالحين والمتدينين أخطر من المتطرفين والارهابيين المعروفين لأن المتطرفين حسب زعمه قد عرفوا وكشف حالهم أما عموم الصالحين والمتدينين فهم أصوليون متطرفون تحت ثيابهم وهذا من أعظم الطوام وأخطر مسالك الفساد والتمزيق حين يكون التعامل مع النيات والتوقعات والاحتمالات في دعوى المسالك الخفية والمناهج الخفية ولسوف تكون الحصيلة تطرفا يقابله تطرف ويضيع الاعتدال والوسط ونفقد الاصلاح ويقطف الثمرة العدو المتربص.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام ان الاعلام المطلوب هو إعلام يرسخ الثوابت ويصحح المفاهيم ويثري المعرفة ويوفر المتعة المباحة ويشكل وعيا سليما ليس بهلواني الاثارة ولا استفزازي الغاية ولا فاضح الأخلاق ولا قاطعا للاعناق بالمديح.
وفي المدينة المنورة أدى جموع المصلين امس بالمسجد النبوي الشريف صلاة عيد الفطر المبارك يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة وأم المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ صلاح البدير.
وعقب الصلاة القى فضيلته خطبتي العيد كبر فيها الله عز وجل وحمده حمدا كثيرا ودعا المسلمين الى تقوى الله والمسارعة الى مرضاته والبعد عن محرماته.
وقال فضيلته (إن الله بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بدين كامل وشرع شامل غاية في الأحكام.. وعدل في الاحكام لا عوج ولا ضيق فيه ولا حرج، هدى الله به النفوس بعد ضلالها وجمع به القلوب بعد فرقة وألف به بين الناس بعد عداوة فاصبحوا بنعمته اخوانا وصاروا باتباعه انصارا واعوانا.. جماعة واحدة فلا تجزؤ ولا انقسام ولاتميز ولا انفصام رباطه رابطة العقيدة واصرة الدين وإخوة الاسلام رابطة تنكسر تحتها جميع ولاءات الجاهلية والانتماءات الحزبية والنعرات الطائفية والدعاوى العصبية والصيحات العنصرية والشعارات القومية يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلمون تتكافأ دماءهم ويسعى بذمتهم أدناهم ويجير عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم).
وحذر فضيلته المسلمين من تعدد الاتجاهات وتغاير المناهج والتعصب المذهبي واصفا إياه انه ليس من الصراط المستقيم ولا من الهدي القويم وأضاف موضحا ان الجدال والمراء رأس الفتنة وحبائل الفرقة فانه طريق الجهلة الذين يقيسون الأمور بالآراء مبينا ان في الأمة علماء متمكنين من الأحكام.
وبين فضيلته ان العيد يتضمن معاني سامية جليلة ومقاصد عظيمة فضيلة أولاها توحيد الله تعالى بافراده سبحانه بالعبادة في الدعاء والخوف والرجاء وغير ذلك من انواع العبادة فالتوحيد أول الأمر وآخره وثانيها تحقيق معنى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحث فضيلته المسلمين على الالتزام بأركان الاسلام وشعائره من الصلاة التي تعد عماد الدين والناهية عن الفحشاء والمنكر وهي العهد بين العبد وربه.. والزكاة التي تطهر بها النفوس وتحفظ بها الأموال من المهالك وتحسنوا بها الى الفقراء والمساكين والصوم وحج بيت الله الحرام وبر الوالدين وصلة الأرحام والاحسان الى الأيتام ورعاية حقوق الجار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وحذر فضيلته من الشرك بكل أنواعه الذي يبطل التوحيد، والمعاصي والذنوب بأنواعها كالربا والتعرض لأموال المسلمين والمستضعفين والزنا وقتل النفس المحرمة والرشوة وشهادة الزور والخمر وأنواع المسكرات وتعاطي المخدرات بأنواعها والغيبة والنميمة.كما حث فضيلته نساء المسلمين على تقوى الله وأداء ما فرض الله عليهن تجاه أولادهن وأزواجهن وأمرهن بشكر الله على نعمته حيث حفظ حقوقهن كاملة فلا ينخدعن بالدعايات الوافدة.
وأشار فضيلته الى ما يسن للمسلم فعله يوم العيد من الغسل للعيد ولبس الثياب الجديدة ومس الطيب والتكبير مبينا صفة التكبير والحكمة منه.
وحث المسلمين على التقوى والطاعة كما امرهم بشكر الله تعالى على نعمه الظاهرة والباطنة واولها نعمة الاسلام واجتماع الكلمة في بلادنا وصرف الفتن عنا والأمن والايمان وتيسر الأرزاق وتوفر والمرافق والتمتع بالطيبات التي لا تحصى.
ودعا فضيلته الله ان يحفظ الاسلام وأهله في كل مكان وان يعز الاسلام وأهله في كل مكان وسأله سبحانه التوفيق والخير والأمن والاستقرار للمسلمين في كل مكان وان ينزل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين وان يجعلها سقيا رحمة لا سقيا عذاب.
خادم الحرمين الشريفين
يستقبل الأمراء والعلماء
وعلى صعيد آخر استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في الديوان الملكي بقصر الصفا بمكة المكرمة عقب صلاة عيد الفطر المبارك صباح أمس دولة رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.
كما استقبل خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وقادة وضباط القوات المسلحة والحرس الوطني وقوى الأمن الداخلي وجموع غفيرة من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه -أيده الله- وتهنئته بعيد الفطر المبارك.
وحضر الاستقبال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السمو الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي وصاحب السمو الأمير عبدالرحمن بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
وقد تناول الجميع طعام الإفطار على مائدة خادم الحرمين الشريفين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved