* تقرير - قبلان الحزيمي:
تتشابه مظاهر العيد وعاداته في جميع البلدان العربية والإسلامية فصلاة العيد وزيارة الأقارب وصلة الرحم هي بعض من تلك التشريعات الدينية التي تعتبر عاملا مشتركا ولكل شعب ودولة بعض العادات التي تختص بها وفي بلادنا المملكة العربية السعودية رغم اتساع رقعتها وتباعد مناطقها وتعدد عاداتها وتقاليدها وفلكلوراتها الشعبية إلا أن الفرحة واحدة وإحياء العادات والتقاليد هو السمة السائدة فالعيد يرسم الفرحة والبهجة والسعادة على محيا الجميع كباراً وصغاراً رجالاً ونساء لما يحمله لنا من معان كبيرة تتجلى في روح المحبة بين الأهل والجيران والأقارب والأصدقاء وبما تمثله من تكافل وترابط أسري، فنجد الناس في أيام العيد وقد لبسوا الجديد فرحة بالعيد السعيد واستنشقوا نفحاته فرحاً بلقاء الأهل والأحبة، وحول مظاهر العيد وعاداته في بلادنا كان ل(الجزيرة) هذا التقرير الذي ننقل من خلاله بعض مظاهر العيد في ربوع وطننا الغالي.
استعداد واستقبال
يقول راشد بن ناصر الشرافي من وادي الدواسر إن الاستعداد للعيد يبدأ منذ وقت مبكر من شهر رمضان المبارك بالتجهيز للملابس والحلويات ومن ثم الأكلات الشعبية قبيل العيد مباشرة كما يتم تجهيز الهدايا والعيديات للأطفال ويخرج جميع الرجال والشباب وبعض من النساء لصلاة العيد في المصليات التي لا يتخلف عنها سوى القليل من العجزة وصغار الأطفال وبعد صلاة العيد يبدأ تبادل التهاني والتبريكات بالعيد السعيد حيث يبادر الجميع الى كبار السن بتهنئتهم بالعيد ثم يتبادلون التهاني فيما بينهم.
العيد لقاء وصلة رحم
أما يحيى بن جابر الريثي من أهالي الريث التابعة لمنطقة جازان فقال العيد فرحة يعيشها الجميع يلتقي خلالها الأهل والأصدقاء والأقارب والجيران يعيشون أيامه بالتزاور والتواصل ويتبادلون التهاني منذ انقضاء صلاة العيد وحتى آخر أيامه ويقضون لياليه بالسمر من خلال الأهازيج والفولكلورات الشعبية وهو فرصة لتصفية النفوس وتنقيتها مما قد يشوبها طوال العام وما قد يصحبها من فرقة وتباعد وقد يشد البعض الرحال إلى مسقط رأسه من أجل أن يعيد وسط أهله وذويه حيث أيام طفولته وصباه مع أقرانه وأحبابه.
أكلات شعبية
ناصر بن فالح الدوسري من أهالي المنطقة الشرقية قال: تتعدد الفرحة بالعيد وتبقى الأكلات الشعبية سمة بارزة من سماته فما تكاد تنقضي صلاة العيد إلا وقد مدت الأسمطة وامتلأت بالموائد الشعبية من جميع أهالي الحي كل حسب ميسوره ومقدرته وتختلف باختلاف مسقط رأس كل شخص وأكلات منطقته ومن هذه الأكلات الجريش والمفروك والعريك والمهبش والفتة وقرص الجمر وخبز التنور والمرسة والحنيني والكليجة ومكبوس اللحم وغيرها مما تتفنن في إعداده النساء وخاصة كبيرات السن بمساعدة فتيات المستقبل.
يقول سعيد القحطاني من منطقة عسير: تكاد العرضة الشعبية تكون هي الفولكلور الشعبي السائد في غالب بلاد المملكة العربية السعودية وترفع فيها السيوف عالياً وتردد فيها الصفوف قصائد الفرح والفخر والحماسة وكذلك من الفنون الجميلة سامري الدواسر المشهور والذي يصحبه الطبل وقصيد الغزل غالباً وكذلك الزامل والدحة والرزفة وغالباً ما تؤدى في ميادين خاصة أو الاستراحات أو في المهرجانات.
الأطفال وفرحة العيد
ويشير سعيد بن مرضي آل مرضي إلى أنه إن كانت نفحات العيد السعيد تغمر الجميع فرحاً وسروراً فهي لدى الأطفال فرحة عارمة يحسبون لها ألف حساب ويعدون من دونها الأيام والليالي فهي تمثل لهم اللعب ولبس الجديد ويطوفون جماعات على بيوت الجيران والأقارب يهنئونهم بالعيد ويطلبون الحلوى والهدايا العينية والنقدية مرددين بعض العبارات المشهورة ومنها (عاد عيدكم) و (عيدكم مبارك) وغيرها، وتخصص لهم الأسر جزءا من وقتها لمشاركتهم فرحتهم في المهرجانات ومدن الملاهي والحدائق.
العيد ترابط وتكافل
ويؤكد مطلق بن مبارك آل حسين أنه لم تزل روح الترابط والتكافل والتواصل سمة من سمات أعياد بلادنا فنجد الغني يجود على الفقير ورب العمل يكسو من يعمل معه من العمال والخدم بكسوة العيد ويدعو الفقراء على موائد العيد فيلتقي خلالها الجميع برباط الدين وأواصر الأخوة.
مهرجانات واحتفالات
ويشير محمد بن حسين الحزيمي من محافظة حفر الباطن الى أن المهرجانات والاحتفالات هي سمة من سمات الأعياد في الوقت الحاضر ولها عشاقها ومتعتها الخاصة التي تضفي بتعدد برامجها المنظمة البهجة والسرور وقضاء أوقات ماتعة مع كافة فئات المجتمع.
رحلات خلوية
ويقول مشبب بن عرنان المخاريم: في أيام العيد التي توافق أيام الإجازات يفضل الكثير من الناس ممارسة هواياتهم في الرحلات الخلوية وتتبع أخبار الأمطار والربيع والصيد والاستمتاع بالرياض المعشبة والفيافي الخضراء والتخييم للاستمتاع بالبيئة الصحراوية وممارسة هوايات الطبخ والشواء وبعض الألعاب الرياضية الخلوية وقضاء امسيات السمر الممتعة ومتابعة حركة النجوم والكواكب في سماء الصحراء الصافية.
كبار السن وذكريات العيد
يقول العم مسرع بن خالد آل ابو سباع رئيس مركز أمني متقاعد بمنطقة نجران والبالغ من العمر أكثر من 70 عاماً: يبقى عيد الماضي ذا نكهة مميزة لدينا نحن كبار السن عن العيد الحاضر وذلك لتغير الظروف الاجتماعية والمعيشة في المجتمع ففي السابق كانت الروابط أكثر تماسكاً وتظهر على أعيادنا البساطة في الملبس والمأكل وتعم الفرحة الجميع دون تكلف بعكس ما نراه هذه الأيام من مهرجانات واحتفالات لم نكن نشهدها في السابق.
|