بين ليلنا الحالك وصباحك المبتسم مساحة للفرح.. كوة للضوء.. قطرة ماء تطفئ عطش الأنفس.. تأتي كحلم لا نقبض منه إلا رائحته.. إلا خياله.. في شريط ذاكرة لم يعد يحتمل.. لم يعد يستوعب.
تأتي أيها العيد.. تريدنا أن نفرح بك.. أن نبتهج بإشراقاتك.. بإطلالتك.. أن نرقب تباشيرك حين تشق عتمة ليلنا.. تريد منا أن نغتسل.. أن نجدد عهدنا بك.. أن.. وأن.. وأن!!!!
آه.. منك يا عيد.. وآه عليك.. وآآآهات على أفراح لم تعد تصحبك في مقدمك.. وبهجة لم تعد تنتظرك في زوايا القلوب، وعلى أطراف الشفاه الشاحبة.. تنتظرك أدمع وفي انتظارك مدامع ملأى وقلوب مترعة..
في قدومك تحمل البياض بيارق تلوح لنا بها.. نرقبها من بعيد.. تذكرنا.. فنلتحف سواد أوجاعنا.. أحزاننا.. حين تستيقظ.. حين يوقظها مقدمك..
عيد يأتي.. يطل علينا بالنقاء الذي نريد.. بالفرح الذي نحتاجه لكننا لا نقوى على مصافحتهما..
أنت الوحيد أيها العيد الذي يمد يديه ليطلعنا على مساحة من الضوء.. مساحة من الاخضرار.. فهل نستطيع الخروج من نفق الانكسار.. سراديب الانطواء والعزلة؟؟؟
أيها العيد.. أنت يوم فيك البِشر.. فيك الطهر، وفيك كل ما يجعلنا نقوى على غرس فسائل ابتسامة، ونجذّر النقاء والبهجة على شفاه طفل لا يعرف لماذا نحن ننتحب، وهو سعيد بملابسة وألعابه.. أما نحن فلا نقول إلا.. آه منك أيها العيد..
كل عام وأنتم بخير وعدتم لأمثاله..
|