*واشنطن - أكرا - الوكالات:
صرح الموفد الخاص للرئيس العاجي الى واشنطن ان على الولايات المتحدة ان تطلب من باريس اعادة جنودها الى ثكناتهم وان تعمل من اجل تأجيل التصويت في مجلس الامن الدولي حول فرض عقوبات على ساحل العاج، وقال لوران كوكورا الموفد الخاص للرئيس لوران غباغبو الى واشنطن لوكالة فرانس برس (على الولايات المتحدة ان تساعد حكومة الرئيس (لوران) غباغبو المنتخبة ديموقراطيا من خلال مطالبتها بعودة الجنود الفرنسيين الى ثكناتهم وسعيها للحصول على تأجيل صدور قرار من مجلس الامن). واوضح انه حاول ايضا الحصول على دعم الكونغرس الاميركي، واضاف ان رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي المكلف بمهمة مصالحة في الصراع العاجي الداخلي، ينبغي ان يعطى المزيد من الوقت للتوصل الى اتفاق بين الطرفين، وكان مجلس الامن ارجأ الاربعاء التصويت على مشروع قرار فرنسي يطالب بفرض عقوبات على ساحل العاج الى الاثنين المقبل بناء على طلب المجموعة الافريقية في الامم المتحدة، وذكر مصدر دبلوماسي ان مشروع القرار الفرنسي يحظى برعاية كل من المانيا واسبانيا والولايات المتحدة وبريطانيا ورومانيا وتشيلي.
وقد قامت فرنسا بصياغة مشروع القرار بعد مقتل تسعة من جنودها السبت الماضي في هجوم للطيران الحكومي العاجي قرب مواقع للمتمردين السابقين في بواكيه (وسط)،وكانت فرنسا ردت على ذلك الهجوم بتدمير شبه كامل للطيران العاجي ما ادى الى اندلاع مواجهات واعمال شغب ضد الفرنسيين.
هذا وقد هرب المواطنون والاجانب من العنف المتصاعد في ساحل العاج فيما يحاول القادة الافارقة التوصل إلى حل بعد انتهاك وقف إطلاق النار الذي استمر 18 شهرا في هذه الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وتقوم بريطانيا وألمانيا بنقل الاوروبيين المحاصرين في مدينة أبيدجان إلى العاصمة الغانية أكرا وفقا لما ذكرته سفارتا البلدين،وقال السفير الالماني بيتر ليندر: إن هذا جزء من (عملية أوروبية مشتركة تساهم فيها طائرات من عدة دول).
وصرح ضابط فرنسي لم يذكر اسمه أمس الجمعة بأن محتجين موالين للحكومة اغتصبوا عشرات النساء الاوروبيات خلال أحداث العنف التي تشهدها ساحل العاج، ورفض الضابط تحديد عدد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب (احتراما لخصوصيتهن)، وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك: إن حكومة بلاده ستدافع عن مواطنيها البالغ عددهم 14000 فرنسي يعيشون في ساحل العاج (بلا كلل). ويعيش نحو 400 بريطاني في ساحل العاج من بينهم 300 من المقرر إجلاؤهم، وقال الكولونيل جيرار دوبوا من الجيش الفرنسي: إن ما يقرب من 2500 من رعايا دول مختلفة يحتمون في القاعدة الجوية الفرنسية في مدينة أبيدجان حيث وقعت معظم أحداث العنف، وهرب آلاف من سكان ساحل العاج إلى الدول المجاورة جراء القتال الدائر بين المتمردين وقوات الحكومة في جنوب غرب البلاد. ويصل نحو 300 أيفوري يوميا إلى ليبيريا.
وأمر رئيس برنامج الغذاء العالمي جستين بيجريشيا بتوزيع الغذاء لدعم مواطني ساحل العاج الذين يعبرون الحدود. والمشردون ومعظمهم من النساء والاطفال من منطقة بينيويالتي تسيطر عليها الحكومة الايفورية،وأعلن عدد من مسؤولي الوكالات الانسانية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة في دكار ان ساحل العاج تواجه (ازمة انسانية خطيرة ودائمة) ما يهدد بانتقالها الى خارج الحدود ما لم يتم عمل اي شيء لمعالجتها.
وجاء هذا التحذير اثر اجتماع عقدته الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة خصص للوضع في ساحل العاج وكيفية التعاطي مع الازمة في هذا البلد وفي جيرانه، وشارك في الاجتماع خصوصا مسؤولون من مكتب التنسيق للشؤون الانسانية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وصندوق الامم المحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الاغذية والزراعة بالاضافة الى منظمات اخرى مثل الصليب الاحمر الدولي و(اوكسفام) و(سيف ذي تشيلدرن).وقال رئيس جهاز التنسيق للشؤون الانسانية جويل بوترو (يجب ان يكون هناك اقرار اكبر بخطورة الازمة الانسانية في ساحل العاج وان هذه الازمة لن تحل بين ليلة وضحاها)، واضاف (اذا لم يتم فعل اي شيء فاننا متجهون الى تفاقم اقليمي) مرتبط بعمليات الانتقال الجماعي الى خارج الحدود العاجية بالاضافة الى نتائج اخرى.
|