* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
واصلت قيادات إسرائيل محاربة الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات حتى بعد موته، واصفة إياه بأنه (استراتيجي عالمي في الإرهاب)، كي تمنع الفلسطينيين من إظهاره مناضلاً دولياً من أجل الحرية..!!!!!!!
رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون، قال معقباً على وفاة الزعيم الفلسطيني: إن وفاة عرفات يمكن أن تشكل انعطافاً تاريخياً في الشرق الأوسط..
وقد أبلغ شارون وزراء حكومته المصغرة، أن إسرائيل ستعمل على إظهار عرفات (استراتيجياً دولياً للإرهاب)..!!!!
هذا وكرر شارون خلال الاجتماع نهجه العدواني ضد الفلسطينيين، رافضاً تقديم أي تنازل لهم، مهما كان صغيراً، معتبراً أن ذلك من شأنه تشريع ما أسماه الإرهاب، وإجبار إسرائيل على القيام بخطوات سياسية قبل وقف (الإرهاب) المزعوم..!!!
وأضاف شارون: انه يأمل بأن تدرك القيادة الفلسطينية الجديدة أن التقدم في المفاوضات والسبيل إلى الحل منوط قبل كل شيء بوقف (الإرهاب) وبمحاربة الفلسطينيين له.
هذا وتنضح العنصرية الصهيونية من تصريحات وزير القضاء الإسرائيلي العلماني، يوسيف لبيد، الذي قال: جيد أن عرفات لم يعد موجوداً.. لقد قتل هذا الشخص آلاف الإسرائيليين واليهود، وهو من خلق الإرهاب الدولي، تنظيم (القاعدة) جاء مكملاً لطريقة القتال التي انتهجها عرفات.. ليس هناك ما نأسف له لوفاته.. التاريخ سيتذكر عرفات بصفته (الأب الروحي للإرهاب الدولي)..!!
وأضاف هذا الوزير الصهيوني: نحن لا نفرح، ولكن لا نبكي ولا نتدخل.. لا نريد الظهور كمن يحاول التأثير على انتخاب الوريث، لأننا بذلك سنساعد الشخصيات الشريرة ونسيء إلى الشخصيات التي يمكن التحدث إليها، لذلك سنواصل نهجنا، بحيث سنؤيد خارطة الطريق وسنواصل خطة الانفصال..
فيما قال رئيس الحكومة الإسرائيلي السابق، إيهود براك، من حزب العمل : إن وفاة عرفات، أدت إلى انتهاء مرحلة قيادته التي كانت كارثة لشعبه ولنا.. لقد أدركنا خلال محادثات (كامب ديفيد) أن هدف عرفات لم يكن تحقيق السلام أو إنهاء الصراع إنما الإرهاب والعنف.. عرفات كان وبقي (قائداً إرهابياً وزعيماً فاسداً )، ومن أخطر أخطائه تسميمه لنفوس الجيل الفلسطيني الشاب بكراهية عميقة لإسرائيل.
أما رئيس حزب (المفدال) اليهودي المتطرف، عضو الكنيست، إيفي إيتام، قال، معقباً: أزيحت في هذا اليوم غيمة كبيرة خيمت على (قيم الحياة والحرية)..!!
وعقب مجلس المستوطنات اليهودية على وفاة عرفات قائلاً: موت عرفات يعني انصراف عدو لدود لليهود، زرع الثكل في آلاف البيوت الإسرائيلية..
بالمقابل قالت جهات في حركة سلام الآن الإسرائيلية: إنه يحظر استغلال موت عرفات كذريعة لإلغاء أو تأجيل خطة الانفصال.. على حكومة إسرائيل فتح قنوات حوار مع الفلسطينيين، كي يتم الخروج من غزة بالتنسيق، وكي يشكل ذلك نقطة انطلاق للاتفاق المستقبلي.
هذا وطالب رئيس حزب العمل الإسرائيلي، عضو الكنيست، شمعون بيرس بتجديد المفاوضات مع الفلسطينيين، وقال إن خطة فك الارتباط أحادية الجانب أصبحت قديمة، وأضاف، يقول: إنه يوجد اليوم شريك ويوجد من نتفاوض معه. وحسب أقوال بيرس: لقد انتهى إلى الأبد الوضع الذي لم يكن فيه من نتحدث معه، فأبو علاء وأبو مازن هما طلائعيان فلسطينيان، ورغم أنهما مفاوضان متشددان إلا أنهما يعارضان (الإرهاب) ويريدان السلام..
من جانبه، قال عبد المالك دهامشة، العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي: وفاة عرفات تشكل خسارة كبيرة ليس للشعب الفلسطيني وحده، وانما لكل أنصار الحرية والتحرر في كل العالم، وخسارة لأنصار السلام في إسرائيل.. لقد كان عرفات هو الشخص الوحيد الذي كان قادراً على تنفيذ قرارات صعبة في الشارع الفلسطيني، من أجل السلام.. كل من سيرثه سيكون ضعيفاً وقليل الصلاحيات.
إسرائيل تستنفر قواتها
خشية الغضب فلسطيني
وما أن تأكد نبأ وفاة الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، الرئيس الرمز، ياسر عرفات، قائد منظمة التحرير الفلسطينية، ومفجر ثورة الفلسطينيين، حتى فرض جيش الاحتلال الصهيوني صباح يوم (أمس الخميس) إجراءات أمنية مشددة داخل (إسرائيل )، وفي المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967 ( الضفة الغربية وقطاع غزة)، حيث استنفرت إسرائيل كافة وحداتها الأمنية، في قلب الكيان الغاصب، ونشرت عشرات الحواجز العسكرية على مفترقات الطرق في الضفة الغربية، والطرق الواصلة بين مدن وقرى الضفة الغربية، كما أغلق الجيش الإسرائيلي كافة المعابر الحدودية..
وقال الجيش الإسرائيلي، صباح يوم (أمس الخميس) في بيان مقتضب: بعد وفاة عرفات، تقرر إغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة بالكامل، وستنتشر القوات الإسرائيلية حول المدن الفلسطينية تحسباً لاندلاع مواجهات عنيفة مع الجماهير الفلسطينية التي ستشارك في جنازة عرفات..
وتأتي هذه الخطوة عقب الإعلان عن وفاة رمز الفلسطينيين، خشية من تفجر مواجهات غضب فلسطينية مؤججة بمشاعر الكره للاحتلال، هذا الاحتلال الذي يشكل السبب الرئيس لتدهور حالة الرئيس الراحل، ياسر عرفات، قبل وفاته، نتيجة للحصار الذي كان مفروضاً عليه منذ أكثر من عامين ونصف في مبنى المقاطعة بمدينة رام الله..
يشار إلى أن إسرائيل أحبت دوماً طيلة الوقت أن تكره، الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، فقد حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، مراراً قتله في لبنان، وحاصره في رام الله، ليموت أبو عمار متأثراً بهذا الحصار، كما أكد الأطباء الفرنسيون لوزير الخارجية الفلسطيني، د. نبيل شعث، الذي قال في مؤتمر صحفي في باريس: لقد توصل الأطباء الفرنسيون إلى نتيجة مفادها أن عمر وظروف حياة الرئيس عرفات في المقاطعة خلال سنوات الحصار الإسرائيلي خلال الثلاثة الأخيرة هي التي تسببت في تدهور حالته الصحية، لقد كان الأوكسجين قليلاً في غرفة عرفات داخل المقاطعة، وكان الغذاء الذي يدخل للرئيس شحيحياً..
|