* باريس - د.ب.أ :
سُئل وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه الذي مثَّل بلاده في جنازة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في القاهرة عن السبب الذي جعل باريس تقدِّم المأوى لعرفات في أيامه الأخيرة.
وقال بارنييه لمحطة (أوروبا 1) الإذاعية رداً على السؤال إنها ببساطة مسألة إنسانية، وهي في الوقت نفسه دليل على الروابط القوية التي استمرت زمناً طويلاً بين الشعب الفلسطيني وهذا الزعيم وفرنسا.
لكن بارنييه أعرب أيضاً عن ضيقه من السؤال قائلاً: لماذا يبدي البعض دهشتهم من استضافة فرنسا للرئيس عرفات بغض النظر عن أي دوافع سياسية، الإجابة على هذا السؤال هي أن فرنسا وخاصة الرئيس الفرنسي جاك شيراك أرادت تحقيق مكاسب سياسية كبيرة من هذه السماحة مع عرفات.
وأدلى شيراك بتصريحين نعى فيهما الزعيم الفلسطيني بعد وفاته في المستشفى الذي أمضى فيه الأيام الثلاثة عشرة الأخيرة من حياته خارج العاصمة باريس، وذكر شيراك في التصريحين المفاوضات المتعثرة في سبيل الوصول إلى تسوية للسلام في الشرق الأوسط.
ولم تكن استضافة فرنسا لعرفات أمراً شكلياً، حيث لم تداوم أي دولة غربية على مساندة عرفات على مدار حياته الطويلة كما فعلت فرنسا، ولذا فعندما أبعد الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي شارون عرفات من عملية السلام فقد استبعدا شيراك منها في الوقت نفسه.
وربما يكون السبب هو أن ترحيب الفرنسيين بعرفات حال دول إدانة العالم للحكومة الإسرائيلية لو كان عرفات توفي محاصراً داخل مقره في رام الله فضلاً عن منع حالة الفوضى العارمة التي كانت لا بد أن تندلع في الأراضي المحتلة في هذه الحالة.
وقال أحد كتاب الافتتاحيات في الصحف الفرنسية قدمنا خدمة للعرب وللاسرائيليين في نفس الوقت. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن شيراك نجح في تعزيز موقفه أمام الزعامة الفلسطينية الجديدة وأمام العالم العربي كله ليس فقط بالترحيب بعرفات في بداية رحلة علاجه وإنما بتشريفه بعد وفاته بوداع الأبطال أمثال شي جيفارا وجورج واشنطن.
وعندما توجه وفد فلسطيني إلى فرنسا للقاء عرفات على فراش المرض كان شيراك هو أول رئيس في العالم يلتقي بالقيادة الفلسطينيية المؤقتة.
|