عندما تنوي أن تنتقل إلى محطة بعيدة فلابد أن تتكامل لديك المعلومات التالية: موقعك الحالي، موقعك المستهدف، وأخيراً تحديد آلية الانتقال التي توصلك إلى محطتك المقصودة.
وإذا أردنا ترجمة هذه الصورة إلى وضعنا التعليمي نقول: إن كان لنا أن نحدث تغييراً نوعيا في تعليمنا فلابد أن نتفق بداية على شكل وملامح الصورة المستقبلة المأمولة لتعليمنا، وقبل ذلك علينا أن نشخص ونصف وضعنا التعليمي الحالي بكل ما فيه من أوجه القوة والضعف، وأخيرا، علينا أن نقرر استراتيجية العمل التي ستقربنا من الصورة المستقبلية لتعليمنا، وهنا لابد من الاعتراف بأننا نواجه معضلة، فنحن ابتداء غير متفقين أين نحن نقف الآن (تعليميا)، إننا في هذا الشأن ما زلنا نتأرجح بين مرئيات المطبلين المستفيدين من جهة ومرئيات المتشائمين المثبطين من جهة أخرى، لن نعرف أين نحن الآن تعليمياً إن نحن تجاهلنا نتائج البحث التربوي وتطبيقاته، واحتكمنا إلى الأهواء والانطباعات الشخصية والقرارات الفردية، أما الصورة المستقبلية المستهدفة لتعليمنا فيفترض أنها الآن أصبحت شديدة الوضوح في أذهاننا، لكن مشكلتنا الحقيقية تتمثل في صعوبة تحديد وتنفيذ استراتيجية العمل التي توصلنا إلى التعليم الحلم، تفشل الاستراتيجيات عموما عندما نعجز عن ترجمة وتحويل الرؤى المستقبلية التربوية إلى برامج وآليات عمل قابلة للتنفيذ بالإمكانات المادية والبشرية المتاحة لنا، والذي يحسم الأمر هنا هي (القيادات التربوية المتمكنة).
(*) كلية المعلمين بالرياض |