في مثل هذا اليوم من عام 1929 أشعل الحزب الشيوعي الإندونيسي ثورة ضد الاحتلال الهولندي في جزيرة جاوا الغربية.
ولم يكن للحزب الشيوعي وجود يذكر في إندونيسيا حتى عام 1914 فلم تكن الطبقة العاملة في هذه الدولة الخاضعة للاحتلال الهولندي تتمتع بأي تنظيم سياسي سوى بعض النقابات العمالية الضعيفة.
وكان أول حزب شيوعي قد ظهر في إندونيسيا عام 1908 وسرعان ما تم حظره عام 1913م.
ولكن الحرب العالمية الأولى والثورة الشيوعية الناجحة في روسيا وقيام الاتحاد السوفيتي أعطى الحركة الشيوعية الإندونيسية زخما كبيرا فتأسس الحزب الشيوعي ونجح في السنوات التي تلت الحرب العالمية الأولى في جذب مئات الالاف من الأعضاء في ظل الفراغ الذي كانت تعاني منه الساحة السياسية في إندونيسيا في ذلك الوقت.
وقاد الحركة الشيوعية في إندونيسيا في ذلك الوقت رئيس نقابة عمال السكك الحديدية في إندونيسيا الهولندي هنك سنفيليت.
والحقيقة أن دور هذا الرجل تمثل في حشد القوى العمالية في إندونيسيا وراء الفكر الماركسي رغم أن الرجل كان يريد الاتجاه بهذه القوى نحو التيار الاشتراكي الأقل تطرفا.
وقد دفع الحزب الشيوعي الأول في إندونيسيا ثمنا باهظا للأجندة المتطرفة التي تبناها منذ نشأته مما أدى إلى دخول الحزب في مواجهات مع سلطات الاحتلال كان أقواها ما حدث في جزيرة جاوا الغربية ولكنها أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف حركة المقاومة الوطنية بسبب الدموية التي تعاملت بها قوات الاحتلال مع هذا التمرد.
واختفى التيار الشيوعي من إندونيسيا تقريبا بعد قمع ثورة جاوا الغربية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث ظهر بشدة في إطار حركة التحرير الوطني التي قادها أحمد سوكارنو.
|