في مثل هذا اليوم من عام 1918 قررت الحكومة الشيوعية في روسيا التي لم يكن قد مضى على تشكيلها سوى عام واحد بعد قيام الثورة الشيوعية هناك في أكتوبر عام 1917 إلغاء معاهدة بريست ليتوفسك مع دول المحور في الحرب العالمية الثانية التي كانت تضم ألمانيا وتركيا والنمسا بلغاريا. وكان النظام الشيوعي قد وقع هذه الاتفاقية في فبراير عام 1918 أي قبل نحو عام من انتهاء الحرب العالمية الأولى وكانت تنص على إعلان انسحاب روسيا رسميا من هذه الحرب بعد انسحابها الفعلي قبل قيام الثورة أواخر 1917م. وأعلنت روسيا الشيوعية أن موقفها في الحرب الدائرة هو موقف الحياد بين جميع الأطراف. وكانت النتيجة المباشرة رغم أنها لم تكن مقصودة هي استقلال إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وفنلندا وبولندا. فقد نصت المعاهدة على أن تنسحب القوات الألمانية والنمساوية من هذه الأراضي المجاورة لروسيا مقابل حياد روسيا.وقد تمكنت روسيا بعد أن تحولت إلى الاتحاد السوفيتي من مد سيطرتها على جمهوريات إستونيا وليتوانيا ولاتفيا لتصبح جزءا من اتحاد الجمهوريات السوفيتية بعد ذلك. وجاء قرار الحكومة الشيوعية بإلغاء المعاهدة بعد استسلام ألمانيا في الحرب العالمية الأولى حتى يحتفظ النظام الشيوعي باستعادة مساحات واسعة من الأراضي التي كانت ألمانيا قد استولت عليها في مناطق بحر البلطيق وأوروبا الوسطى خلال الحرب. وفي إبريل عام 1922 وقعت ألمانيا وروسيا معاهدة جديدة هي معاهدة رابالو التي سوّت كل نقاط الخلاف بين الجانبين سواء فيما يتعلق بالأراضي أو بالتعويضات عن خسائر الحرب العالمية الأولى.
|