الممثل رونالد ريجان يرشح نفسه لرئاسة أمريكا

في مثل هذا اليوم من عام 1979 أعلن الممثل الأمريكي السابق وحاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية رونالد ريجان ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي كان مقررا إجراؤها في نوفمبر عام 1980.
ولد ريجان في ولاية ألينوي في السادس من فبراير عام 1911. وفي عام 1926 بدأ ريجان حياته العملية كعامل إنقاذ في متنزه لويل بارك بمدينة ديكسون، ويقال إنه نجح خلال فترة عمله تلك في إنقاذ حياة أكثر من 77 شخصا على مدى سبعة مواسم. اتجه بعد ذلك إلى العمل كممثل ولكنه التحق بالخدمة العسكرية عام 1937 وأمضى عدة سنوات حتى وصل إلى رتبة ملازم أول. وبعد أن أنهى خدمته الإجبارية استدعي مرة أخرى عام 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية ليعمل في قسم السينما بالقوات الجوية الأمريكية حيث أنجز حوالي 400 فيلم تدريبي. وفي عام 1945 ومع اقتراب الحرب العالمية من نهايتها تم تسريحه من الخدمة العسكرية حيث اتجه إلى عاصمة السينما الأمريكية في هوليوود للبحث عن مكان له بين نجوم التمثيل.
ورغم أنه شارك في عدد من الأفلام إلا أنه لم ينجح في فرض نفسه كممثل ولكنه تمكن من إقامة علاقة وثيقة مع أجهزة الأمن والمخابرات الأمريكية في السنوات الأولى من الخمسينيات حيث كان من أنشط الشخصيات العامة في حملة الماكارثية التي استهدفت المفكرين والسياسيين الأمريكيين المناوئين للحكومة الأمريكية بدعوى انحيازهم للشيوعية. ويقال إن ريجان أعد الكثير من التقارير ضد زملائه من الممثلين والمخرجين والمؤلفين لصالح أجهزة الأمن الأمريكية. وقد بدأ ريجان حياته السياسية كديمقراطي مخلص حيث شارك في الحملات الانتخابية لعدد من الرؤساء الأمريكيين من الحزب الديمقراطي مثل دوايت ايزنهاور وريتشارد نيكسون عام 1960 التي خسرها نيكسون. وبعد ذلك غير انتماءه الحزبي عام 1962 وانضم للحزب الجمهوري. وفي عام 1966 نجح في هزيمة حاكم ولاية كاليفورنيا إدموند براون بفارق ضئيل ليصبح الممثل السابق حاكما لواحدة من أغنى الولايات الأمريكية. وبالطبع لم تكن هذه الولاية لترضي طموح الممثل (نصف المشهور). وفي عام 1979 أعلن ترشيح نفسه في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري من أجل الفوز بترشيحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية ضد الرئيس الديمقراطي الذي كان يستعد لفترة رئاسية ثانية جيمي كارتر. وحصل ريجان على ترشيح حزبه وخاض معركة الانتخابات ضد كارتر الذي كان قد نجح في عقد أول اتفاق سلام بين إسرائيل ودولة عربية هي مصر عام 1979، ولكن الثورة الإسلامية في إيران وحصار السفارة الأمريكية بددت شعبية الرئيس الديمقراطي وفاز ريجان بالرئاسة. استمر ريجان في منصبه ثماني سنوات تمكن خلالها من دق المسمار الأخير في نعش الاتحاد السوفيتي الذي تفكك وانهار بعد أن ترك ريجان البيت الأبيض ليخلفه نائبه جورج بوش الأب.