Saturday 13th November,200411734العددالسبت 1 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شهر الغفران"

أم رومان بنت عامر أم رومان بنت عامر

(أم رومان بنت عامر) صحابية جليلة، حظيت بمكانة عالية في نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت لها منزلة كبيرة بين النساء المسلمات اللاتي أثرين التاريخ بمواقفهن العظيمة، فاجتمعت بها خصال مباركة، جعلتها من سادة نساء الدنيا، فصهرها أفضل خلق الله محمد بن عبدالله- صلى الله عليه وسلم- وزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنه وابنتها الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة أفقه نساء الأمة وأعلمها، وابنها أحد فرسان الإسلام وأحد الصحابة الكرام الذي كتبت لهن السعادة بصحبة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- عبدالرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
وفي منطقة تسمى (السراة) في جزيرة العرب نشأت أم رومان وكانت ذات أدب وفصاحة، تزوجها أحد شباب عصرها البارزين في قومه (وهو الحارث بن سخيرة الأزدي) فولدت له (الطفيل) وكان زوجها الحارث يرغب بالإقامة في مكة فسافر بها وبابنها إلى هناك، وعلى عادة العرب آنذاك كان لا بد للحارث أن يدخل في حلف أحد الأشخاص البارزين يحتمي به، فحالف أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وكان ذلك قبل الإسلام.. وبعد فترة من الزمن توفي الحارث بن سخيرة، فما كان من أبي بكر إلا أن تقدم لها كعادتهم وقتئذٍ إكراماً لصاحبه بعد مماته، وقبلت أم رومان به زوجاً ليحافظ عليها بعد وفاة زوجها.
وكان أبو بكر رضي الله عنه متزوجاً قبل ذلك وله من الولد عبدالله وأسماء، ثم ولدت له أم رومان عبدالرحمن وعائشة، وما أن بعث النبي- صلى الله عليه وسلم- حتى كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من آمن به وصدقه من الرجال، ثم عمد إلى زوجته أم رومان يحدثها ويدعوها إلى الخير الذي رضيه لنفسه فكانت معه، وأسلمت واستكتمها الأمر إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. وعندما خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه مهاجراً إلى المدينة وترك أسرته في مكة لتلحق به وكانت أم رومان رضي الله عنها تتحمل شدة العيش بعد هجرة زوجها الذي احتمل معه ماله كله، ولكن هذا لم يكن يهمها بل كانت ترجو أن يسلم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من أيدي المشركين وأذاهم.. وصبرت على خوف إلى أن جاء من يخبر بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وصل إلى المدينة آمناً مطمئناً ومن ثم أرسل النبي- صلى الله عليه وسلم- من يأتي بأهله وبناته ويأتي بأهل أبي بكر وأفراد أسرته. ووصل الركب المهاجر إلى المدينة وفي مقدمته أم رومان رضي الله عنها ونزلت البيت الذي أعده أبو بكر رضي الله عنه، وبعد أن أعز الله تعالى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر تزوج عائشة في شوال سنة 2 من الهجرة الشريفة.
ومضت السنوات فإذا بأم رومان تواجه محنة رهيبة عكرت صفاء حياتها مدى شهر من الزمان، وذلك بسبب حادثة الإفك التي قاد زمامها ابن سلول زعيم المنافقين، وفي هذه المحنة الكبرى والرزية العظمى، وقفت أم رومان رضي الله عنها موقفاً إيمانياً لتؤدي دور الأم الواعية الحانية وصبرت في ذلك واحتسبت حتى جاء الفرج من عند الله العليم الحكيم ورد المنافقين بغيظهم، وكان أمر الله قدراً مقدوراً.
وعادت حياة النقاء إلى قلب أم رومان بعد أن انقشعت سحابة الإفك، وأكرم الله عزّ وجلّ بيت وأسرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأنزل في أم المؤمنين عائشة قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، وكان ذلك جزاءً وفاقاً من لدن الحكيم لرجل دخل الإسلام من أول يوم وبذل نفسه وماله لله ورسوله. توفيت أم رومان رضي الله عنها في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- في ذي الحجة سنة (6) من الهجرة رضي الله عنها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved