روحٌ تطوف على الربوع تُجسدُ
صوتٌ نديٌ في المدى يترددُ
صوتٌ يزفُ بشارةَ العيد التي
في كل عامٍ وجهها يتجددُ
راحت تُشيدُ للطفولة فرحةً
سَعِدَ الجميع وقد حباها المقصدُ
نبض السعادة قد تجلى شاهداً
قسمات وجه الصائمين تُغردُ
بعثت من القلب الرحيم مودةً
من كل نبعٍ للتُقى تتزودُ
نفسُ التقي قد استطاب مقامها
عكفت على زاد العبادة تُورد
فإذا بجائزة السماء تُحوطها
والساجدون الراكعون توسدوا
غمرت عيون العابدين مسرةٌ
وعلى جبين الرابحين قلائدُ
غُفْران ربي للقلوب مطامحٌ
تشدو لها نفسٌ تؤوب وتقصِدُ
العيد يبعث بالتفاؤل رحمةً
شملت عيون الناظرين تُهدهدُ
العيد يرسم بالمباهج بسمةً
تعلو شفاه العالمين مشاهدُ
العيد يومٌ للتراحم غُرةً
قُرْبى يُعانق في رؤاها الموعد
روح المودةِ تستطيل قلاعها
تبني عروشا في المحبة تنشدُ
بين الشغاف مشاعرٌ فياضةٌ
قامت إلى كل الصفوف توحدُ
قامت إلى نبع التسامح مَنْهلٌ
فإذا بها حباً يسود وينْجدُ
يا عيدُ يا فرح البلاد أما ترى
فرْحُ العباد ملامحٌ تتوددُ
وغدوت أدعو أن يُجمع شملنا
نبضُ الأخوة يعترى ويُمجدُ
في يوم عيدٍ قد أطل بثغرهِ
نورٌ يُضيء طريقنا ويُشيّدُ
قوموا إلى روض الترابط فتيةً
حتى تذوب على الوصال شدائدُ
قوموا إلى طُهر القلوب تزاوروا
طُهر القلوب منابعٌ وروافدُ
قوموا إلى نبع المعاني ثرةً
غمرت قلوب المؤمنين فوائدُ
العيدُ يشدو في المدائن فرحةً
عبقٌ تفوحُ به البلاد وتسعدُ