رئيس مجلس القضاء الأعلى:
فرحة العيد في اجتماع الكلمة والنكبات سببها الذنوب

* الرياض -واس:
وجه فضيلة رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان كلمة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك للأمة الإسلامية فيما يلي نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اهتدى بهديهم ومن تمسك بسنتهم إلى يوم الدين وبعد..
إنني أهنئ الأمة الإسلامية في كل مكان على ما من الله به عليها من إدراك شهر رمضان المبارك وصيامه وإتمام الشهر الذي هو أعظم الشهور فهنيئاً لمن شغل وقته في طاعة الله وكفَّ أذاه عن عباد الله فأخلص لله في العمل ونصح لعباد الله. هذا الشهر المبارك من وفق فيه للعمل الصالح فأدى حقه وصامه إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدم من ذنبه بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قام شهر رمضان (أي تهجد في ليله إيماناً واحتساباً) غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه فهنيئاً لمن قاموا بهذه الأعمال على الوجه الذى يرضى الله جلا وعلا وإني لأرجو الله وأساله أن يتجاوز عن تقصير المقصر وأن يحسن جزاء المجتهد الجاد وأن يصلح حال الأمة الإسلامية.
كما أرجوه جلا وعلا وأساله بأسمائه وصفاته أن تكون فرحة الناس بهذا العيد المبارك فرحة يجتمع فيها اجتماع كلمة المسلمين واتحاد صفهم وتناصرهم فيما بينهم ومراجعة حساباتهم فيما بينهم وبين الله فإن الناس لا يصابون بمحن وبلايا ولا تأتيهم نكبات ورزايا إلا بسبب ذنوبهم.
وأذكر إخواني المسلمين بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر الأسباب التي يضرب الله الناس بالذل ذكر أن هذا الذل لا يرفع إلا إذا راجعوا دينهم ومراجعة الدين هى بتحليل ما حلل الله ورسوله وتحريم ما حرم الله ورسوله وان يدين الناس لله دين الحق والأمة الإسلامية أقبلت على ساعات غبطة وفرح وسرور فأرجو أن الله جلا وعلا يحقق ذلك لها فيما يتعلق بدينها وحياتها وأن يفوزوا برضوان الله سبحانه وتعالى وأكرر تهنئتي للمسلمين في كل مكان بهذه المناسبة الكريمة التي أرجو أن تكون مناسبة خير وعز واطمئنان واستقرار للأمة وأن يهدي الله جلا وعلا الضال من المسلمين ويصد عن بلاد الإسلام كيد الكائدين ومكر الماكرين إنه مجيب الدعاء والحمد لله رب العالمين.