* مكة المكرمة - واس:
أعلن الديوان الملكي بيانا أكد فيه رؤوية هلال شهر شوال وبهذا يكون اليوم السبت أول أيام عيد الفطر المبارك وجاء في البيان (فقد ثبت شرعا لدى مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة رؤية هلال شهر شوال عام 1425هـ مساء هذا اليوم الجمعة الموافق 29 - 9 - 1425هـ حسب تقويم أم القرى في الرياض والقصيم وسدير والقويعية وبهذا يكون يوم غد السبت الموافق 13 نوفمبر عام 2004م هو يوم عيد الفطر المبارك).
وبهذه المناسبة وجه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني -حفظهما الله- كلمة للمواطنين في المملكة العربية السعودية ولجميع المسلمين.
وفيما يلي نص الكلمة التي تشرف بإلقائها عبر الإذاعة والتلفاز معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخوة المواطنون
أيها الأخوة المسلمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..
من جوار بيت الله الحرام الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا نحييكم أطيب تحية ونهنئكم بحلول عيد الفطر المبارك شاكرين الله عز وجل الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا ومن تمام النعمة أن يسر لنا صيام رمضان وأعاننا على قيامه وبلغنا عيد الفطر المبارك لتحصل لنا الفرحة الأولى فرحة يوم الفطر وتشرئب نفوسنا للفرحة الأخرى يوم لقائه جعلنا الله وإياكم من المقبولين إنه سميع مجيب. أيها الأخوة المسلمون ما كان أجدر بالمسلمين وهم في جميع أنحاء المعمورة قد عاشوا خلال شهر الصوم حياة متجانسة تتمثل بصيام نهار رمضان وإحياء ليله بالصلاة والذكر ويعيشون هذا اليوم فرحة الفطر أن يستشعروا المعاني السامية لهذه الوحدة التي جمعت بين المسلمين أيا كانوا وأينما كانوا فتتآلف قلوبهم على التقوى وتتضافر جهودهم لاستحضار معاني الدين القيمة في حياتهم والتحلي بها فتسموا بذلك نفوسهم وتتخلص من الشوائب والأدران وتبعد بهم عن مواطن الزلل والأهواء وتصفي نياتهم لله فيكونوا أخوة متحابين متكاتفين متعاونين على فعل الخير ليكونوا كما قال جل وعلا: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}.
أيها الأخوة المسلمون
إن ديننا دين رحمة وإحسان فالله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا وبشيرا وأرسله رحمة للعالمين قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ومن مقتضيات التحلي بالرحمة والاتصاف بالإحسان التمسك بمكارم الأخلاق فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ويقول: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق) وقد وصف الله عز وجل المسلمين بأنهم يهدون إلى الطيب من القول فقال عز وجل: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } وأمرهم بالحسنى في القول فقال عز وجل: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً} وقوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
ومن تمام الرحمة معاملة الناس بالحسنى والبر بهم والقسط إليهم قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }.
ومتى استشعر المسلم هذه المعاني العظيمة واقتفى آثار سيد المرسلين فتحلى بأخلاق هذا الدين وتمسك بتعاليمه وأقام حدوده وامتثل أوامره وأجتنب نواهيه أصبح عضوا فاعلا في أمته وعضوا نافعا في المجتمع الإنساني وهذا يبعده عن أن يكون عنصرا سلبيا أو أن يكون سبب إيذاء وتدمير.
أيها الأخوة المسلمون
المسلم الحق أبعد ما يكون عن الإفساد في الأرض والسعي في الخراب لأنه يعلم حق العلم أن الله عز وجل نهى عن الفساد في الأرض والسعي في الخراب وتوعد المفسدين بأشد العذاب وحرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما ولئن ابتلينا بفئة ضل أفرادها الطريق المستقيم وحادوا عن جادة الصواب وانحرفوا عن تعاليم الدين فسعوا في الأرض فسادا وقتلوا الأنفس وروعوا الآمنين زاعمين أن ذلك من الدين وما هو من الدين ولكن الشيطان سول وأملى لهم. فقد أخذنا على أنفسنا عهدا أن نتعقب أفراد هذه الفئة أيا كانوا ونحكم فيهم شرع الله بلا هوادة ولا لين وذلك بعد أن أتحنا لهم مهلة للرجوع عن غيهم سائلين الله عز وجل أن يهدي الضال ويرد المنحرف ويقضي على المفسد ويعيننا على القيام بواجبات هذا الدين على الوجه الذي يرضيه عنا إنه ولي المتقين.
أيها الأخوة كنا نتطلع أن يهل علينا هذا العيد وقضايا أمتنا الإسلامية على غير هذا الحال فعملية السلام في الشرق الأوسط تشهد انتكاسة سببها انتهاج الحكومة الإسرائيلية سياسات تتناقض مع أسس ومبادىء العملية السلمية التي ينبغي أن ترتكز إلى تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وتنفيذ خارطة الطريق للوصول إلى حل دائم وعادل وشامل وإننا نجدد دعوتنا لتكاتف جهود العالم أجمع لتحريك عملية السلام والمضي بها إلى غايتها المنشودة من أجل تحقيق سلام عادل وشامل.
أيها الأخوة
إننا نشعر بأسى وقلق من تدهور الأوضاع الأمنية في بعض المناطق العراقية ونتوجه إلى الشعب العراقي بكل فئاته من أجل رص الصفوف والعمل يدا واحدة لتكريس أمن وسلامة بلادهم والحفاظ على وحدتها الوطنية.
أيها الأخوة
في هذه المناسبة المباركة نوصي أنفسنا وإخواننا المسلمين بالحرص على الالتزام بتعاليم الإسلام في سائر التصرفات وأن نعيش في هذا العالم مدركين لواجباتنا واعين لمسؤولياتنا وأن نبرز الصورة الحقيقية لهذا الدين العظيم دين الرحمة والتسامح والسلام الذي يأمر بحفظ النفس البشرية وينهى عن البغي والعدوان ويحث على عمارة الكون.
وفي الختام نكرر التهنئة بهذا العيد المبارك سائلين الله عز وجل أن يجعله عيدا سعيدا مكللا بسوابغ النعم وأن يجنب الأمة الإسلامية الشرور والفتن ويعيد هذا العيد عليها وهي مجتمعه على الخير تعيش في وفاق ووئام في مجتمع دولي يسوده السلام ويعمه الاستقرار ويكتنفه العدل وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|