قال الرئيس المصري حسني مبارك مؤخراً إنه يأمل أن تعمل الإدارة الأمريكية في فترة حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش الثانية مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وفي الماضي حذَّر الرئيس مبارك من تداعيات الحرب الأمريكية ضد العراق واستمرار الأوضاع المضطربة في الشرق الأوسط.
ولكن الولايات المتحدة تحولت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 إلى دولة تشن الحروب الاستباقية.
وهذا الموقف الأمريكي أدى إلى تأجيج مشاعر العداء لأمريكا الموجودة في نفوس أغلب العرب والمسلمين. وربما يمكن ترجمة رسالة أو (مناشدة) مبارك إلى السؤال التالي: الا يمكن لواشنطن تغيير موقفها لكي يصبح أكثر تأكيداً على أهمية التعاون الدولي متعدد الأطراف مع أوروبا وغيرها من مناطق العالم والنجاح في تغيير الموقف الحالي؟ وتبث تلفزيونات العالم صور الحرب الأمريكية ضد العراق إلى كل مكان في العالمين العربي والإسلامي حيث يشاهد العرب والمسلمون كيف يغرق الشعب العراقي في دوامة العنف.ولكن ما يحفر في عقول وقلوب المشاهدين هو الضحايا المدنيين لهذا الصراع الدائر في العراق وهم الضحايا الحقيقيون له.والحقيقة أن الموقف في العراق لم يتحسن بل إنه يتجه إلى الأسوأ وربما إلى الخروج على السيطرة.
في الوقت نفسه فإن الفلسطينيين اعتمدوا طويلاً على الولايات المتحدة كوسيط سلام في الشرق الأوسط.
ولكن مع تزايد اقتناع الفلسطينيين بأن أمريكا تخلت عن دور الوسيط وأصبحت حليفاً لإسرائيل اتجهوا إلى العنف في محاولة للحصول على ما لم يحصلوا عليه بالمفاوضات.
وهناك مخاوف من تدهور الأمور في فلسطين المحتلة بصورة أكبر بعد رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وفي لبنان علقت صحيفة ديلي ستار التي تصدر باللغة الإنجليزية على إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جورج بوش لفترة رئاسية ثانية بالقول إن الأمريكيين بإعطاء جورج بوش أربع سنوات أخرى من الرئاسة يكونوا قد اختاروا الحرب.
وهذا نذير شؤم إذا أصر الرئيس بوش على مواصلة سياسة المواجهة مع العالم العربي والإسلامي حيث لن يكون هناك مفر من صراعات أمريكية عربية جديدة. ورغم ذلك فإن مثل هذا التعليق يمكن أن يكون إشارة إلى تطلع عربي كبير لدور أمريكي جديد في الشرق الأوسط وإلى تغيير ملموس في السياسة الأمريكية تجاه هذه المنطقة.وبغض النظر عن مدى القوة التي أصبحت عليها القوة العظمى الوحيدة في العالم فإنه لن يمكن حل أي مشكلة من مشكلات الشرق الأوسط ولن يتحقق أي تقدم على طريق الاستقرار والديموقراطية إذا أصرت واشنطن على اعتماد القوة العسكرية فقط في التعامل مع هذه المنطقة من العالم.
وهذا الكلام ينطبق أيضاً على المشكلة الإيرانية. فأي محاولة أمريكية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل دون العمل على تسوية الصراع العربي الإسرائيلي والسماح لجميع دول العالم بالاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لن يكتب لها النجاح.
وإذا أصرت إدارة الرئيس بوش على تبني مبدأ الضربات الاستباقية فإن العديد من دول العالم ستجد نفسها مدفوعة إلى محاولة الحصول على قدرات نووية كوسيلة للدفاع عن النفس.
ثم إن هناك إسرائيل التي تمتلك بالفعل قدرات نووية ولكنها تعامل كاستثناء من جهود إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
والحقيقة أنه لا يمكن الوصول إلى حل دائم لمشكلة انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط دون تسوية الملف النووي الإسرائيلي وإخضاعه للمراقبة الدولية.
(آساهي شيمبون) اليابانية |