* الفلوجة - الوكالات:
أعلن متحدث باسم مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) أمس الجمعة أن القوات التي تقودها الوحدات الأمريكية باتت تسيطر على معظم الفلوجة، موضحاً أن ضمان الأمن في المدينة سيتطلب وقتاً.
وقال الملازم لايل غيلبرت: إن (ما تبقى للسيطرة عليه بسيط نسبياً بالمقارنة مع ما بدأناه).
وأضاف (نسيطر عليها بمعنى أننا موجودون لكن ضمان الأمن فيها سيستغرق وقتاً)، إلا أنه رفض تحديد الوقت اللازم لذلك.
وأشار إلى أن القوات الأمريكية تواجه بعض الجيوب التي ما تزال تقاوم، موضحاً أن هناك بعض المواجهات المتفرقة من الشمال إلى الجنوب لكن الاشتباكات الأقوى تدور في حي الجولان، شمال-غرب المدينة.
وتابع أن (جيوب المسلحين غير منسقة في المناطق التي سيطرنا عليها).
وقد أعلن الجيش الأمريكي أن عدد قتلاه بلغ 18 عسكرياً و178 جريحاً منذ بدء الهجوم مساء الاثنين في حين بلغت خسائر القوات العراقية خمسة قتلى و34 جريحا.
وأكّد مسؤول عسكري أمريكي من جهته أن أكثر من 500 من المقاتلين المتمردين المسلحين قتلوا في المعارك.
وقال اللفتنانت جو كاش الذي يقود فصيلة دبابات: (واجهنا بعض المقاومة على الطريق معظمها نيران لقاذفات صاروخية (ار. بي. جيه) لكن هؤلاء المتمردين يفرون باتجاه الجنوب).
وتعتقد القوات الأمريكية أن منطقة كوينز هي معقل لمقاتلين أجانب موالين لأبو مصعب الزرقاوي حليف القاعدة في العراق.
وصرح كاش بأن القوات الأمريكية تسيطر تماماً على وسط الفلوجة.
وقال أفراد أطقم الدبابات: إنه مع تقدمهم جنوباً كان مقاومون ملثمون يرتدون ملابس سوداء يخرجون من مخابئهم ويطلقون قاذفات صاروخية على الدبابات الأمريكية.
وأضاف كاش (ما زالوا يستخدمون تكتيك الكر والفر. كلما أبطأنا أو توقفنا يخرجون على الفور ويفتحون النار علينا) مشيراً إلى أضرار بسيطة خلفتها قذيفة (ار. بي. جيه) على دباباته وهي طراز ام. 1 ايه. 1 وزنتها 70 طناً. واستطرد (في بعض الأحيان يكون التصويب دقيقاً وفي بعض آخر يخفقون تماما.. نواصل الضغط عليهم وهم يتجهون جنوباً).
ومعقل المقاومة الآخر في الفلوجة هو حي الجولان الشمالي الغربي تعرض لقصف جوي عنيف وقصف مدفعي منذ بدء الهجوم الأمريكي يوم الاثنين للقضاء على المقاومة الإسلامية واتباع الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وشنت القوات الأمريكية هجمات لم تهدأ بقذائف المورتر على الجولان بعد إصابة خمسة من جنود مشاة البحرية الأمريكية بقذيفة مورتر.
ولم يبد المقاتلون هناك مقاومة كبيرة كما لم يظهر لهم أثر صباح أمس الجمعة مع تواصل هجمات المورتر الأمريكية المتقطعة بعد منتصف الليل.
وقال السارجنت إسماعيل كاستيو: إنه لم يرصد أي مدنيين بينما كان طاقم دبابته يتقدم جنوباً، بل مجرد مقاومين يتنقلون من منزل لمنزل لاتخاذ مواقع لهم وفتح النار على القوات الأمريكية.
وقال: إن الفلوجة (بدت كمدينة أشباح بخلاف المقاتلين. إنهم إما يكرون أو يفرون أو يتخذون مواقع قنص على الطريق).
وصرح كاش بأن قوات مشاة البحرية قتلت بالرصاص قناصين صعدوا إلى مآذن المساجد وقال: (عثرنا على كميات كبيرة من الأسلحة بعضها خبيء في المساجد). وبدا حي الجولان مهجوراً ومشاهد الدمار واضحة في الطرقات والمنازل فضلاً عن الروائح الكريهة والكلاب الضالة الذي تنهش الجثث المنتشرة في الشوارع.
وكانت هناك مجموعة من ست رجال وامرأة، حمل أكبرهم سناً (70 عاماً) علماً أخضر اللون، هائمين على وجوههم في الشوارع وبينهم ثلاثة رجال تبلغ أعمارهم أقل من 50 عاماً.
فقدم عناصر من المارينز لهم الماء والطعام قبل أن ينقلوهم إلى خارج الفلوجة.
وأعلن وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أمس في سان سلفادور أن مئات الأشخاص قتلوا في الأيام الأولى للهجوم الأمريكي على مدينة الفلوجة.
وقال رامسفيلد في الطائرة قبيل وصوله إلى سان سلفادور في مستهل جولة تستمر أسبوعاً في أمريكا اللاتينية: إن (مئات الأشخاص قتلوا في الفلوجة).
وأضاف (أن بعض الأشخاص غادروا الفلوجة قبل بدء الهجوم) يوم الاثنين، موضحاً (نعرف أيضاً أن بضع مئات لم يغادروا المدينة وقد قتلوا).
وأكّد رامسفيلد أن القوات الأمريكية (ستنهي مهمتها بنجاح).
وأضاف أن (الفلوجة لن تكون بعد اليوم ملجأ للإرهابيين أو المتطرفين).
ومن جهة أخرى أعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أمس في الكويت أن القوات العراقية والأمريكية قد تشنّ هجمات على مدن أخرى متمردة بعد الهجوم على الفلوجة.
ورداً على الصحافيين الذين سألوه عن إمكانية شنّ هجوم على مدن عراقية أخرى تؤوي متمردين، أجاب زيباري (بالتأكيد، الحكومة وحلفاؤها سوف لن تتردد في إعادة فرض سلطة وهيبة الدولة في جميع مناطق العراق).
وأضاف زيباري بعد محادثات مع وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح أن (نتيجة العمليات وما سيحدث في الفلوجة سيكون له تأثير كبير وعميق على الوضع الأمني والسياسي في البلد كلّه).
وأضاف أن الهجوم على الفلوجة (سيسهل عملية إجراء الانتخابات في جميع أرجاء العراق دون استثناء حتى لا تكون أي مناطق خارج سلطة الحكومة العراقية).
وأكّد (سنعمل لإشراك الجميع في الانتخابات، ومشاركة السنّة بالتأكيد حيوية لنجاح العملية الانتخابية ولمصداقية هذه الانتخابات)، لكنه توقع أن يقاطع الانتخابات الموالون لصدام حسين و(جماعات متدينة متشددة).
| 
"دوليات"