{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.. صدق الله العظيم.
نعم.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.. فكلنا - عرباً ومسلمين وفلسطينيين - نعيش مصيبة بفقدان الشهيد قائد المجاهدين ياسر عرفات.
نعم مصيبة، ليس لأن المرحوم ياسر عرفات انتقل إلى رحمة الله.. فهذا حق وكمسلمين إن شاء الله مؤمنين نؤمن بقضاء الله وقدره، فالموت حق على كل من يعيش على أرض البسيطة.
إلا أننا نستشعر كمواطنين عرب ومسلمين بأن قائد المجاهدين (غُيّب قهراً) و(أُغتيل غدراً) ليس في الأيام الثلاثة عشر التي قضاها في المستشفى الباريسي، إذ على العكس من ذلك فقد حاول الأطباء الفرنسيون إنقاذ حياة المجاهد الصلب، إلا أن إرادة الله كانت النافذة أولاً، ولأن مراحل اغتياله قد بلغت شوطاً كبيراً لا تنفع معه محاولات الأطباء.
نعم المجاهد الأكبر ياسر عرفات أُغتيل بسبق إصرار وترصُّد.. اشترك في حبكه وصنعه ونفذه كبير الإرهابيين.. جنرال الإرهاب أرييل شارون، وساعده وصمت على مؤامرته هذه قوى دولية على رأسها القيادة الأمريكية والدول الأوروبية وأعضاء اللجنة الرباعية بما فيها الأمم المتحدة.. ولا نتهم الدول الإقليمية والعربية منها لأنها لا قدرة لها على ممارسة أي ضغط على إسرائيل وعلى شارون بالذات.
الشهيد عرفات الذي مات في الغربة، وظل قلبه ينبض، وعقله يختزن حلم العودة إلى حبه وعشقه فلسطين والقدس بالذات بدأت مؤامرة اغتياله بحصره بين جدران المقاطعة في رام الله، محصوراً بين غرفتين واحدة مكتب والأخرى منام.
حُرم من الحركة.. حُرم من متابعة حالته الصحية رغم معاناته، ومعرفة الكثيرين بما يعاني منه من أمراض.
لم يعترض أحد على (سجن) عرفات طوال ثلاثة أعوام.. لا أحد تكلم عن فعلة شارون، بل وجد التأييد بحجة عدم تعاون عرفات لعقد صفقة خيانة يتنازل فيها عرفات عن عشقه (القدس) وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
عرفات أيها السادة مات شهيداً.. وتنفيذاً لمخطط إرهابي جهنمي وضعه شارون وشارك الجميع بالصمت في تنفيذه.
|