* نيويورك - أ.ف.ب:
أشادت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان قبل 30 عاماً أول مندوب لمنظمة غير حكومية يلقي خطاباً من على منصتها.
وفيما كان علم الأمم المتحدة منكساً أمام مقرها في نيويورك، عدَّلت الجمعية العمومية جدول أعمالها وعقدت جلسة خاصة تكريماً للرئيس الفلسطيني الراحل.
وتوالى مندوبو عدد كبير من البلدان على المنصة التي ألقى عليها ياسر عرفات حاملاً تحت سترته الخضراء مسدساً فارغاً، خطاباً تاريخياً أكد فيه أنه جاء بغصن زيتون إذا ما رفض فإن شعبه لن يكون أمامه سوى اللجوء إلى السلاح.
وبعد عام، تبنت الجمعية العمومية قرارا منحت بموجبه منظمة التحرير الفلسطينية بزعامة عرفات صفة مراقب في الجمعية وفي مؤتمرات دولية أخرى تعقد برعاية الأمم المتحدة.
وأشاد جميع الخطباء بعرفات الذي ناضل من أجل قضية شعبه حتى الرمق الأخير من حياته التي انتهت ليل الاربعاء الخميس في مستشفى باريسي.
وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الجلسة مشيداً بياسر عرفات الذي أقنع شعبه بالموافقة على مبدأ التعايش السلمي بين إسرائيل ودولة فلسطينية مقبلة.
وفي حديثه عن عمل المنظمات التسع عشرة للامم المتحدة ومنها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي تعمل من اجل الفلسطينيين، قال انان: من واجبنا ان نقوم بهذا العمل وسنواصله طالما ان الشعب الفلسطيني يحتاج إلينا.
وأضاف سنتابع أيضا مع شركائنا جهودنا الرامية للتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الاوسط، وأوضح ان ذلك يمر عبر اقامة دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة والديموقراطية وقابلة للحياة وتعيش جنباً إلى جنب وبسلام مع دولة إسرائيلية آمنة.
وأكد انان في وقت لاحق ان الخطوة الاولى نحو تحقيق هذا الهدف يجب ان تكون انتقالا هادئا للسلطة لدى الفلسطينيين.
واعتبر ان ثمة مؤشرات جيدة جداً إلى ان الفلسطينيين يقومون بتسوية مسائلهم المتعلقة بالزعامة وانهم سيتوصلون إلى قيادة فلسطينية قوية نستطيع العمل معها.
ومن جانب آخر ذكر مساعد الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية جان ايغيلاند يوم الخميس بالتدهور الذي يعيشه الاقتصاد الفلسطيني في إطار نداء من منظمة الأمم المتحدة إلى الدول الغنية لمواجهة الازمات الانسانية (المنسية).
وقال خلال مؤتمر صحافي: من المهم أن نذكر الآن وقد رحل الرئيس (ياسر) عرفات، باننا بحاجة إلى 302 مليون دولار من أجل الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة.
ويندرج هذا المبلغ في إطار مبلغ إجمالي بقيمة 1.7 مليار دولار كمساعدة للدول الأكثر فقرا بسبب الحرب طلبه الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان يوم الخميس من الدول المانحة، وتوجد معظم هذه الدول في افريقيا على لائحة تضم أيضا الشيشان والأراضي الفلسطينية.
وأعرب ايغلاند عن قلقه من نتائج التدهور المستمر في ظروف حياة الفلسطينيين مشيراً إلى ان مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الذي يديره لم يحصل الا على 46% من 300 مليون دولار طلبت للأراضي الفلسطينية.
وأضاف ايغلاند انهم يعانون من انكماش اقتصادي لا سابق له، ثلثهم عاطلون عن العمل، وأكثرهم فقراء، وربعهم في حالة فقر مدقع وليس بامكانهم تأمين الغذاء، إنهم من الشعوب التي نحن بحاجة ماسة للأموال لمساعدتها.
وقال ايغلاند ان مبلغ 1.7 مليار دولار الذي طالب به كوفي عنان أمين عام الأمم المتحدة لاغاثة حوالي 14 شعباً في حالة بؤس في العالم لا يشكل اكثر من ثمن ست طائرات حربية حديثة، سوف يكون ممكناً للدول الغنية ان تستثمر في هذا المجال.. اني اعتبر بانه لا يوجد سبيل للاستثمار من اجل المستقبل بصورة أفضل من انقاذ حياة بشر.
|