Saturday 13th November,200411734العددالسبت 1 ,شوال 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

تحديات غياب عرفات على الداخل الفلسطيني والإسرائيلي تحديات غياب عرفات على الداخل الفلسطيني والإسرائيلي
رحيل عرفات يضع جميع الأطراف أمام مسؤولياتهم من أجل تحريك عملية السلام
شارون تحاصره ضغوط الداخل والخارج ويلاحقه شبح الموت السياسي

  * القاهرة - مكتب الجزيرة
على البلهاسي:
لا شك أن غياب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات عن الساحة الفلسطينية يشكل مرحلة فاصلة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.. هذا الصراع الذي تمحور منذ اكثر من خمسين عاما حول القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.. والان وبعد أن غاب زعيم النضال الوطني الفلسطيني ورمز القضية الفلسطينية هل يمكن أن يحدث تحول في مسار القضية ؟!! وهل سيكون هذا التحول إلى الأفضل أم إلى الأسوأ ؟!!
تساؤلات كثيرة تتزاحم في رؤوس كثير من المراقبين خاصة وان بعضهم يؤكد انه لا يمكن تخيل الشرق الأوسط بدون وجود عرفات.. لكن عرفات رحل وترك الجميع أمام مسؤولياتهم (بوش وشارون والمجتمع الدولي والقيادة الفلسطينية الجديدة) هذه المعادلة الجديدة التي ستؤثر تفاعلاتها على مصير القضية الفلسطينية وعلى مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي وربما مثل رحيل عرفات نقطة فارقة في تاريخ هذا الصراع لأن أطرافا كثيرة كانت ترى فيه عقبة أمام تحقيق السلام خاصة أمريكا التي رفضت التعامل معه وإسرائيل التي اتهمته بأنه لا يصلح كشريك في عملية السلام.
ولكن التساؤل الذي يفرض نفسه الان هو هل أصبحت الفرصة سانحة الان لإخراج عملية السلام من حالة الجمود الطويلة التي أصابتها منذ سنوات أم أن غياب عرفات سيزيد الأمور تعقيدا على الأرض وهل يعنى غياب عرفات ظهور واقع فلسطيني جديد في مقابل سياسة إسرائيلية جديدة أم أن موته سيكون إيذانا ببداية النهاية للقضية الفلسطينية.
بعض المراقبين يرون أن غياب عرفات سيكون له تداعيات كبيرة ومؤثرة على مصير رئيس الوزراء الاسرائيلي آريل شارون ويقولون أن موت عرفات سيتبعه موت لشارون سواء كان موتا سياسيا أو عن طريق رصاصة من أحد المتطرفين اليهود فالأمر يبدو وكأن شارون لم يكن يضع في حسبانه أن يرحل عرفات بهذه السرعة قبل أن يكمل تنفيذ سياساته أحادية الجانب والتي تهدف إلى هدم حلم إقامة الدولة الفلسطينية فقد اعتمد شارون في سياساته أحادية الجانب على دعم دولي حشده بتأكيده على انه لا يوجد أمامه شريك فلسطيني يصلح لإتمام عملية السلام إضافة إلى حملته الشعواء التي شنها على عرفات واتهامه له بالإرهاب مما ساعد على عزله سياسيا من قبل المجتمع الدولي خاصة أمريكا - بوش التي رفضت التعامل معه ولعل غياب عرفات يضع كلا من شارون وبوش أمام مسؤولياتهما لتحريك عملية السلام خاصة إذا جاءت القيادة الفلسطينية الجديدة برئاسة أبو مازن الذي يحظى بإجماع وتأييد دولي كبير، حيث سينتظر الجميع ما سيقدمونه لعملية السلام وهذا سيتطلب مرونة اكثر من قبل جميع الأطراف وتنازلات من اجل العودة لمائدة المفاوضات، وهذه التنازلات ربما تشعل الأوضاع في الداخل الإسرائيلي وفي الداخل الفلسطيني أيضا، فعلى الصعيد الإسرائيلي سيواجه شارون انتقادات واسعة من جانب اليمين المتشدد في حكومته وربما ساعد ذلك على تفاقم الأزمة التي تواجهها حكومة شارون بسبب خطة الانفصال أحادية الجانب والتي لا زالت حتى الان تهدد شارون بفقد حكومته أو ربما بفقد حياته على يد أحد المتطرفين اليهود كما حدث مع رابين هذا في حالة إذا ما جرؤ شارون على تقديم تنازلات، أما إذا استمرت سياسة شارون الرافضة للعودة للمفاوضات مع الفلسطينيين ورفض العمل على تنفيذ خريطة الطريق فلا شك أن هذا سيزيد الضغوط الدولية عليه من اجل التعامل مع الشريك الفلسطيني الجديد وفي كلتا الحالتين سيقع شارون تحت الضغوط سواء كان ضغط الداخل او ضغط الخارج، وربما أدى ذلك في النهاية إلى موته سياسيا وانهيار حكومته.
وعلى الصعيد الداخلي الفلسطيني تؤدي كل المؤشرات إلى بروز أبو مازن كخليفة لعرفات بصفته الرقم الوحيد الذي يحقق المعادلة الصعبة بين الداخل والخارج ولعل عودة أبو مازن مرة أخرى إلى الأضواء تمثل عودة جديدة للجدل حوله وحول إمكانية وقوعه تحت طائلة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، وهذا الجدل ربما عاد بقوة هذه المرة لأن أبو مازن سيعود زعيما للشعب الفلسطيني وليس مجرد رئيس حكومة وسيواجه تحديا مريرا من اجل كسب ثقة الشارع الفلسطيني ولمّ الشمل الفلسطيني حوله لمواجهة تحديات المرحلة الجديدة، ولعل صعوبة هذه المهمة تكمن في التأييد الذي يحظى به أبو مازن من جانب أمريكا وإسرائيل وهو الأمر الذي يؤثر على تأييد الفلسطينيين له.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved