بهذه الجملة التي عنونت بها المقال جاءت بعض كلمات الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف حين وصف محمود عباس وأحمد قريع بأنهما ليسا موالين للصهيونية ولا لإسرائيل .. إنهما جديان.
إن الإدارة الإسرائيلية ترى في موت عرفات هدوءاً مستقبلياً لأن محمود عباس كان قد رفض من قبل (عسكرة الانتفاضة) وكان ولا يزال ضد العنف هذا على حد تعبير الإسرائيليين.. كما أفاضوا في وصف عرفات بالإرهابي.. وكان عرفات قد عين محمود عباس رئيساً للوزراء تحت ضغوط أمريكية لأنهم يرون في عباس الطرف العقلاني ولست أفهم طبيعة هذه اللهجة التي يتحدث بها الإسرائيليون عن محمود عباس .. وكأنهم يرون في عباس شيئاً لا نراه.. كلنا يدين العنف والإرهاب ولكن حين يسمى الدفاع عن الأرض والكرامة إرهاباً تصبح الحجارة أسلحة دمار شامل .. كان التجاهل الأمريكي للمفاوضات مع ياسر عرفات بمثابة الرفض المباشر للسلام.
واليوم بعد رحيل عرفات عن حلبة الصراع السياسي الذي تستعمل فيه إسرائيل جميع أسلحتها لقتل العزل والأبرياء.. هل يكون هناك فصل جديد للعلاقات بين إسرائيل وفلسطين؟! هل سيتم إيقاف حمامات الدم والمذابح التي تقوم بها إسرائيل؟! أم أننا سنبدأ من جديد الحكاية بأكملها.. وسيكون هناك خمسون سنة أخرى قادمة للمفاوضات أم أنه بموت عرفات سينتهي كل شيء؟ أشك في هذا تماماً..
ثم إن طبيعة المفاوضات القادمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أي الأسس تقوم؟! على خارطة الطريق أم أوسلو أم مدريد أم.. أم.. إسرائيل كما قلت من قبل تريد كسب الوقت وتريد تخدير القيادة الفلسطينية الجديدة بلهجة الترحيب والرفض لعرفات .. على كل الأحوال فإن ياسر عرفات قد مات.. وعلى كل الأحوال سيكون هناك فصل جديد للمفاوضات بين إسرائيل وفلسطين.. وعلى كل الأحوال سنستمر في الشجب والإدانة!!
|